لي أخ عزيز على قلبي ابتلاه الله عز شأنه بمرض السرطان يرقد في مستشفى بدرية الأحمد، ومعتاد على زيارته (أرجو أن تدعو له بالشفاء)... وهذه الزيارة مختلفة بعد الأحداث الجارية... التفت إليّ وقال: «تصدق بعد ما سمعت بخبر ضرب إسرائيل لإيران تناسيت نفسي وحاولت النزول من السرير... فقاطعته: ليش ؟ فرد: بروح لهم يمكن يحتاجوننا في المشاركة!».
هذا هو الشعور بالمواطنة الصالحة التي شعر بها أخانا وهو ضابط سابق شهد اشتباكات الثاني من أغسطس وأصيب خلالها.
الكويت ورجالاتها السابقون غرسوا مفهوم المواطنة الحقة ولهذا فهي مختلفة... فعند الأزمات تذكر «وطني الكويت» بحس ملزم أخلاقياً، وواجب إدراك ما يعني قول «وطني الكويت»!
المواطنة الحقة تعني الولاء الوطني تعني الانتماء «ولادة ومربى»... ولنا في إخواننا في غزة وفلسطين مثال حي: فأين يذهبون؟... ولدوا وتربوا جيلاً إثر جيل فهي في الجينات صعبة استبدالها بأرض أخرى!
ولأننا نعيش في واحة أمن وأمان... نريد أن يبتعد عنا «المترفون/السفهاء/السطحيون/الباحثون عن الثراء السريع» كي لا نهلك، وواجب علينا حمد الله وشكره على الأمن والأمان.
ما عليه، أثناء الغارات الإسرائيلية والرد الإيراني عليها، نلاحظ البعض يبدي تحليلاته وآخرين يهرفون بما لا يعرفون ومجموعة تنفث سمومها... الله يهديهم إلى سواء السبيل.
الغريب، أن البعض يتحدث عن احتمالية حدوث تسرب إشعاعي إذا تم ضرب مفاعل أبو شهر... تعرف شنو تعني الإشعاعات النووية ودرجاته وكيف ينتشر؟
من شاركوا في حرب تحرير الكويت وأهل الاختصاص يعرفون الأثر وطريقة التعامل مع الأحداث، فالأمر ليس بتلك السهولة التي يتصورها البعض ممن يجيد القص واللصق.
مفاعل تشرنوبل، وقعت فيه كارثة نووية إشعاعية إثر انفجار في عام 1986... مازالت أثاره باقية وستظل لعقود أو آلاف السنين لتصبح الأرض والبيئة آمنتين للسكن والعيش!
اسألوا الله السلامة ولا تغركم الأخبار التي كثر فيه بث الإشاعات كجزء من الحرب الإعلامية وإسرائيل ستظل عدوا للأمة الإسلامية لا تعترف بالمواثيق الدولية وأساسها مغتصبة لأرض إخواننا في فلسطين وإيران دولة شعبها مسلم وعسى أن تنتهي الأمور على خير.
الزبدة:
تظل المصالح، الحسابات/التجاذبات السياسية، وحلم استعادة الأمجاد أسباباً وراء كل حدث مر علينا في الشرق الأوسط والأبرياء هم الضحية.
نحن هنا لا نملك سوى الدعاء وكل ما يأتي من الله فهو خير... وندفع لوحدة الصف وتقوية اللحمة الوطنية لنفهم جميعاً وبشكل جيد عبارة «وطني الكويت» والله خير حافظ... الله المستعان.
terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @TerkiALazmi