آفاق الحياة طيبة، وإشاراتها جميلة، ومضامينها واسعة، من أروع ما تضم هذه الحياة الأبناء.
هم شموع لها مسارات خلاقة، تبعث على الآمال في أعين أمهاتهم وآبائهم.
فهم يعملون على صقل مواهبهم، وتنمية استعداداتهم، وتقوية مهاراتهم، حتى يشقوا طريقهم بقوة واستعداد.
قصص كثيرة عن فقد الآباء لابنائهم، ومدى تأثير هذا الفقد على قلوب الآباء، فأحدهم فقد ولده فأنشد يقول:
ولي كبد مشطورة بيد الردى
فتحت الثرى شطر وفوق الثرى شطر
يقال إن ابن عبد ربه الأندلسي، فقد ولده الأوسط فأنشد يقول:
وأولادنا مثل الجوارح أيها
فقدناه كان الفاجع البين الفقد
هل العين بعد السمع تغني مكانه؟!
أم السمع بعد العين يهدي كما تهدي؟!
هكذا الأبناء في قلوب ذويهم، قيل إن أحدهم أراد أن ينال من أحدهم وطراً فأنشد قائلاً:
أغرى إمرؤ يوماً غلاماً جاهلاً
بنقوده حتى ينال به الوطر
قال ائتني بفؤاد أمك يا فتى
ولك الدراهم والجواهر والدرر
فمضى وأغمد خنجراً في صدرها
والقلب أخرجه وعاد على الأثر
لكنه من فرط دهشته هوى
فتدحرج القلب المُعفّر إذ عثر
ناداهُ قلب الأم وهو معفّرٌ
ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر؟
هكذا عاطفة الآباء نحو أبنائهم، يقولون إن أحدهم فقد ولده فقرر ألا يخرج من البيت حتى لا يراهُ أحد فيكنيه بولده، ولكن بعد الإلحاح عليه قرر أن يخرج من المنزل، وأول ما فتح باب منزله قابلهُ صديق له فحياهُ:
أهلاً بأبي فلان، فنظر إليه قائلاً:
كيف السلو وكيف أنسى ذكرهُ
وإذا دعيت فإنما أدعى به؟!
ثم خرَّ صريعاً
هكذا أثر الأبناء في قلوب ذويهم.
أسأل الله الكريم أن يمتع جميع الآباء والأمهات بأبنائهم، ويمتع الأبناء بآبائهم وأمهاتهم.
يقال إن رجلاً لم يرزق من زوجته إلا ببنات، فقرر أن يتزوج أخرى حتى تلد لهُ البنين، وأسكن زوجته الجديدة بيتاً بجوار بيته الأول، وقفت زوجته الأولى أمام المنزل وهي ترقص ابنتها، قائلة:
ما لأبي حمزة لا يأتينا
ويسكن البيت الذي يلينا؟!
غضبان ألا نلد البنينا؟!
تالله ما ذلك في أيدينا
إن حب الأبناء مشرق في قلوب ذويهم، ومهما كانت الأحوال فإن الابن هو أروع الكائنات في قلوب والديه.
أعرابية ترقص ولدها قائلة:
يا حبذا ريح الولد
مثل الخزامى في البلد
أهكذا كل ولد؟!
أم لم يلد مثلي أحد؟!
ما أجمل هذا المنظر الرائع!
يقال إن ولداً مرَ على مجموعة من الناس وتبعتهُ أمه سألت: هل مرَ بكم ولد؟
قالوا: صفيهِ.
قالت: مثل الدُنينير.
قالوا: لم يمر علينا إلا طفل أشعث أغبر.
قالت: هذا هو ولدي، نعم إنه مثل الدُنينير.
هكذا حب الآباء والأمهات لأبنائهم.
نسأل الله الكريم أن يحفظ جميع الأبناء، ويمتع والديهم بهم، وهم يتمتعون بصحبة ذويهم.
ومعهم ولدي سلطان حسين، المتألق في دراسته، المجد في استذكاره، حتى يصل إلى درجة طيبة من العلم.
وأبارك لهُ حصوله على المرتبة الأولى على أبناء فرقته.
وأبارك لجميع الناجحين معه الذين يحملون لواء العلم والمعرفة.
نعم:
سنمضي نحارب جيش الظلام
ونقضي على الجهل بين البشر
ونوقف من قد يعوق المسير
ويوقف ركب المنى والظفر
إلى الأمام أيها المجدون، لخدمة أمكم الكويت.