أيام تفصلنا عن امتحانات نهاية العام الدراسي لطلبة الثانوية العامة، ليبدأ بعدها موسم احتفالات النجاح ويأتي بمقدمتها احتفالات التخرج في الثانوية والتي تشمل القطاعين الحكومي والخاص، ونحن نبارك للجميع ونتمنى للجميع التوفيق في حياتهم المستقبلية...

كل أسرة تتمنى الأفضل لابنائها وتسعى بكل ما تملك من إمكانيات لدفع أبنائها للحصول على الشهادة الجامعية، فحصول الابن أو البنت على الشهادة الجامعية أصبح هو الهدف المنشود لغالبية الأسر...

والآن، نأتي للمهم، وهو أن البلد أصبح مشبعاً بكثير من التخصصات العلمية والأدبية مما أنتج لنا صعوبة الحصول على فرصة عمل بالقطاعين الحكومي والخاص، وأدى بشكل مباشر لانتشار البطالة المقنعة داخل مراكز العمل، والبطالة المقنعة تعتبر من أهم أسباب تعطيل العمل وزيادة المشاكل والمشاحنات بين الموظفين، وفي المقابل نجد أن هناك تخصصات تعاني من شح الإقبال على الرغم من توافر فرص عمل حقيقية ومجزية مادياً ومن هذه التخصصات التي تعاني من ضعف الإقبال تخصص الطب المساعد وبالتحديد تخصص التمريض الذي يعتبر هو الحجر الأساس لأي مستشفى، والقطاع الصحي يعاني أشد المعاناة من نقص الأيدي العاملة الوطنية بهذا التخصص الحساس...

إنها رسالة للأسر من آباء وأمهات لمشاركة أبنائهم التخطيط للمستقبل بكل شفافية، فالشهادة الجامعية لا قيمة حقيقية لها إذا كانت في تخصص لا يقود لوظيفة في مجال التخصص، وإن اختيار التخصص للدراسة الجامعية يجب أن يحاكي سوق العمل بعيداً عن العواطف والمجاملات، وليعلم الأبناء أن هناك تخصصات جامعية أصبح سوق العمل مشبعاً -حتى التخمة- بأعداد الخريجين وأن توافر فرصة للعمل بهذه التخصصات في القطاع الحكومي والخاص أصبح نادراً ويصعب وجوده...