في اليوم الـ52 من استئناف «حرب الإبادة» الإسرائيلية، كثف الاحتلال استهدافه خيام النازحين، ما أدى إلى استشهاد وإصابة فلسطينيين منهم أطفال، بينما دخلت غزة مرحلة «ما بعد الكارثة»، بحسب المستشار الإعلامي لوكالة «الأونروا» عدنان أبوحسنة.

وقال إن «عشرات الآلاف يتضورون جوعاً، وبعض العائلات لا تحصل إلا على وجبة واحدة كل يومين أو ثلاثة، في ظل نفاد مخزون الوكالة من الطحين والإمدادات الغذائية».

كما توقفت عشرات المطابخ الخيرية عن العمل، غداة إعلان منظمة «المطبخ المركزي العالمي»، أمس، تعليق عملياتها في القطاع بسبب نفاد الإمدادات، واستمرار منع الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

وفي السياق، حذر الدفاع المدني من أنه على وشك التوقف التام عن العمل في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من شهرين والذي يمنع دخول المساعدات الإنسانية ويفاقم من الكارثة التي يعانيها 2.4 مليون نسمة.

وقال الناطق محمود بصل، لـ «فرانس برس»، إن «75 في المئة من مركباتنا توقفت عن العمل لعدم توافر السولار لتشغيلها».

وأضاف «نعاني عجزاً كبيراً في توافر المولدات الكهربائية وأجهزة الأوكسجين في غزة».

«القضاء» على الفلسطينيين

والأربعاء، حض أكثر من 30 خبيراً مستقلاً يتعاونون مع الأمم المتحدة على تحرك دولي

الآن «لمنع» القضاء على الفلسطينيين في القطاع المحاصر.

وقال الخبراء الذين يعملون بتفويض من مجلس حقوق الإنسان في المنظمة، لكن لا يتكلّمون باسمها، إنّ الخيار جلي: إما الوقوف موقف المتفرج ومشاهدة مذبحة الأبرياء، أو المشاركة في صياغة حل عادل. وحضوا العالم على تجنّب«الهاوية الأخلاقية التي ننزلق إليها».

وأكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك انّ هذه الخطط تثير«المزيد من المخاوف» في شأن استمرار وجود الفلسطينيين كمجموعة في القطاع.

«لا يوجد طعام»

وفي المستشفى الكويتي الميداني في خان يونس جنوباً، قالت مديرة المختبرات هند جودة «لا يوجد طعام ولا شراب والمعابر مغلقة، لا يوجد طعام صحي ولا بروتينات وكل هذا يؤثر على المريض وتصبح صحته ضعيفة».

«المرحلة الثانية»

عسكرياً، أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، انطلاق«المرحلة الثانية» من خطة «الحسم»، مشدداً على الحاجة «الفورية والضرورية» لاستدعاء واسع لقوات الاحتياط.

جاء ذلك خلال لقاء عقده مع قادة الفرق والألوية في جيش الاحتلال، في سياق الاستعدادات لعملية «عربات جدعون»، مشيرا إلى أن المهمة تتمثل بـ«إعادة الرهائن وهزيمة حماس».

وشدد زامير على ضرورة مواصلة القتال «بإصرار وسعي للاشتباك، والالتزام بالانضباط العملياتي»، من أجل تحقيق أهداف الحرب.

وقال«نحن في معركة طويلة ومتعددة الجبهة... المعركة لم تنته بعد، وسنواصل القتال حتى إنجاز مهمتنا».

وأضاف أن «الحاجة لتجنيد الاحتياط هي آنية وضرورية. نحن في لحظة اختبار، وأفراد الاحتياط سيأتون، لأننا ندعوهم، لأننا بحاجة إليهم، لأنه لا خيار آخر. هم يدركون حجم اللحظة، وعندما تكون هناك تعبئة قومية على الجميع أن يستجيب».

تدمير رفح

من جهة أخرى، أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأنه بعد تحليل صور أقمار اصطناعية، تبين أن الجيش دمّر نحو 80 في المئة من المباني في مدينة رفح ومخيماتها جنوب غزة.

وفي الضفة الغربية، بدأ جيش الاحتلال تنفيذ مخطط هدم لأكثر من 100 مبنى سكني في مخيمي طولكرم ونورشمس، في حين حذرت «الأونروا» من أن تلك الخطوة تعمق عمليات التهجير القسري.

إغلاق مدارس «الأونروا»

وفي القدس، انتهت المهلة الزمنية التي حددتها سلطات الاحتلال لإغلاق مدارس التابعة لـ «الأونروا» في المدينة المقدسة، بموجب قانون أقرّه الكنيست في أكتوبر 2024، ويقضي بحظر أنشطة الوكالة.

وتُشغّل «الأونروا» ست مدارس في القدس، تشمل المراحل الابتدائية والأساسية، ويبلغ عدد طلابها نحو 800 طالب وطالبة، إلى جانب كلية تدريب قلنديا التي تقدم التعليم المهني ويصل عدد طلابها إلى 350، وتقع جميع هذه المؤسسات ضمن ما يُسمى «حدود بلدية القدس».

وصباح أمس، اقتحمت طواقم مشتركة من شرطة الاحتلال ووزارة «المعارف» وبلدية الاحتلال مدارس «الأونروا» في مخيم شعفاط، بهدف تنفيذ قرار الإغلاق.