قرأت افتتاحية «الراي» المعنونة بـ«بقعة ضوء... صحية» كتبها السيد جاسم مرزوق بودي، تحدث فيها عن تقارير طبية تشير إلى ارتفاع عدد المترددين على العيادات الخارجية بنسبة كبيرة بعد تحريرالكويت ومنها حالات مرض السرطان والانسداد الرئوي والجهاز التنفسي والسكري وغيرها... وتطرق إلى تلوث الهواء الخارجي والداخلي وقد يكون سببها تلوث الهواء والتربة وقرب المناطق السكنية من المرادم وخطوط الضغط العالي ومخلفات النفايات وبعضها مشبع باليورانيوم!

ذكرتني الافتتاحية بحالتين، حالة طفلة صغيرة في السن للتو عادت من لندن قبل استكمال العلاج (مشاكل بالرئة)، وأخرى لمريض سرطان يعالج منذ 2015 في لندن وعنده موعد هذا الشهر ورفض طلبه، وحين انتقل المرض إلى العظم بالعمود الفقري وأجزاء من الحوض رفض طلبه وقيل إن العلاج متوافر في الكويت، مع العلم أن المريض المصاب بالسرطان جهة الحوض والورك والعمود الفقري يحتاج إلى أشعة يطلق عليها «سبايدر نايف» وتجهيزات مرافقة لها وهي غير متوافرة في الكويت... ورفض طلبه!

الشاهد أننا حينما نطالب بالاهتمام بالرعاية الصحية، نقصد من ورائها التركيز على الدراسات العلمية لأطباء مختصين من الكويت وخارجها.

لدينا مركز سرطان ضخم المبنى، ويقال إنه سيتم افتتاحه قريباً، ولعل وعسى وحسب الأرقام التي ذكرت في افتتاحية «الراي» أن نغير البروتوكول والتركيز على الوقاية وحسن التشخيص.

نستطيع أن نستعين بأكبر المراكز الطبية العالمية، ونستطيع تحديد مراكز استشارية لكل الأمراض التي تشهد تزايداً في عدد المرضى وبالأخص تلك التي وجدت تشخيصاً وعلاجاً في الخارج.

إن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء... وأحياناً لا تشعر بألم المرضى ومعاناة ذويهم إلا عندما يصاب أحد أفراد أسرتك بأحد تلك الأمراض ونسأل الله الشفاء لكل مريض.

وإن كنا لا نستطيع جلب مراكز طبية عالمية، فعلى الأقل كل شهر نستعين باستشاريين من مختلف التخصصات وتعرض عليهم الحالات التي لم تجد التشخيص المناسب، وإن كنا نفتقر لبعض الأدوية أو الأجهزة فلم لا نجلبها على الفور؟!

إن الملف الصحي يحتاج إلى منحه اهتماماً أكثر وبشكل احترافي مبني على دراسات طبية للحالات التي ذكرت في افتتاحية «الراي» لعلنا نضع أيدينا على الجوانب التي تستدعي الضرورة معالجتها وخاصة تلك المتعلقة بتلوث الهواء (وللعلم هناك مؤشر عالمي يحدد نسبة جودة الهواء)... وفترة ما بعد التحرير واكبها الكثير من التلوث ومعلومة هي المخلفات المشبعة باليورانيوم ومكان دفنها... وبالتالي ضرورة قياس الإشعاعات كمسح شامل مطلوبة.

الزبدة:

إنها بقعة ضوء... صحية، فهل نعطي الموضوع الإهتمام المطلوب؟ وهل نستطيع على الأقل فتح مجال عبر تطبيق «سهل» لأي مريض لم يجد العلاج في الكويت وذهب للعلاج بالخارج على نفقته وحصل على التشخيص والعلاج؟

كل شيء يأتي عبر دراسات احترافية تنتهي بتوصيات تطبق سيساهم في الارتقاء بالمنظومة الصحية.

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يكتب الشفاء لكل مريض شفاء لا يغادر سقماً... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com

Twitter: @TerkiALazmi