استطاع العراقي هاشم سوعان تحويل الأحجار الكريمة إلى جواهر، إذ يقضي أيامه في المشي على طول نهر دجلة في الموصل، ويتفقّد عن كثب الحجارة والحصى الملقى على ضفاف النهر على أمل الكشف عن جواهر ثمينة.

وبينما معه زجاجة رذاذ ماء في يد، ومصباح صغير في اليد الأخرى، يكسر سوعان الأحجار، ويبحث عن تلك التي يمكنه تحويلها إلى خواتم ومجوهرات أخرى.

وقال لـ «رويترز»: «الأحجار موجودة بالأرض بكثرة خصوصا العقيق في المناطق الرسوبية والجبلية، أقرب شيء عندنا المناطق الرسوبية وكثرة الأنهار، ضفاف الأنهار موجودة بكثرة والمناطق التي أذهب وأبحث بها هي المقالع، ومنها ما هو محفور، إما الطبيعة حفرته، وإما تدخل الإنسان في عملية الحفر. فنذهب إلى أماكن المقالع نبحث بها عن أحجار العقيق والمتوسط الثقل النوعي العقيق والكوارتز والجاسبر والسلطاني، هذه قريبة على سطح الأرض».

وأوضح سوعان (58 عاما) أنه لم يتعلم أبداً هذه الحرفة بشكل رسمي، لكنه اكتسب المهارات الخاصة بها من اللقطات المصورة على موقع يوتيوب التي يضعها خبراء أحجار في إندونيسيا.

وقال «لقيت ألوانا نادرة ما موجودة، حجرا أو حجرين فقط أو ثلاثة أحجار فقط في كل فترة بحثي، وتوجد أنواع عقيق متوافرة بكثرة. وعثرت أيضا على حجر اليشم، يشم إمبراطوري الأخضر المسود، يوجد به ألوان أسود وأبيض الذي يوجد في بورما والصين ومشهور في بورما اليشم البورمي».

وأضاف «أكثر شيء تعلمت من الإندونيسيين، كيف يقصون الحجر وكيف يعملون تشكيلات وكيف يصقلونه ويلمعونه وحولت هذه الفكرة من نظري إلى عملي مباشرة من دون دخولي إلى دورة تدريبية، إذ أعرف الحجر من خلال قياس الكثافة والصلابة، كمختبرات ليس لدينا مختبرات تحليلية لكي نعرف تركيبته ولا لدينا أجهزه متطورة حتى نفحصه من خلال أجهزة الأشعة».

وفي ما يتعلق بتاريخ هذه المهنة في الموصل، قال سوعان «كان يوجد حجارون جراخون (ناحتو الأحجار) بالموصل إلا أنها كانت محدودة، في شخص أو شخصين واندثرت هذه الشغلة، هذه الحرفة اندثرت بالمدينة».

وبعد أن يحوّل سوعان هذه الأحجار الكريمة إلى جواهر، يبيع تلك الأشياء في الموصل بأسعار تتراوح بين 20 و40 دولاراً بحسب نوع الحجر الكريم.