في شهر رمضان الكريم من كل عام، تتزيّن مساجد البلاد وتستعد بأبهى صورة لاستقبال عباد الرحمن لأداء صلاة التراويح التي لها خصوصية كبيرة لدى أهل الكويت، فهم يعتنون بها إحياء للسنة النبوية وكشعيرة من شعائر الشهر الكريم.
وهذه الصلاة تحمل مفاتيح الخير لأبناء هذا البلد المعطائين الذين يزداد إقبالهم على مساعدة الفقراء وإغاثة المحتاجين بإخراج زكواتهم وصدقاتهم.
ويشمر قطاع المساجد في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عن سواعده قبل أشهر من رمضان، لإنجاز ترتيبات وخطط إحياء ليالي الشهر الكريم من خلال تجهيز المراكز الرمضانية في المساجد وتجهيز جداول القراء من ذوي الأصوات الندية، وإعداد الدروس والخواطر الإيمانية وغيرها في صلاة التراويح والقيام في الشهر المبارك.
ومنذ القدم وفي مساجد الطين في المدينة القديمة، لم يفتر أهل الكويت عن إحياء صلاة التراويح جماعة في المساجد، واستمرت هذه العادة وتطورت مع مرور الزمن. ومع التمدد العمراني والنهضة التي شهدتها الدولة، أصبح أهل الكويت - حكومة وشعباً - يتسابقون على فعل الخيرات والطاعات، حيث تقام الموائد الرمضانية وتستعد القلوب قبل الأبدان لإحياء ليالي الشهر الكريم بالتراويح والقيام.
المراكز الرمضانية
وأخذت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على عاتقها تجهيز العديد من المراكز الرمضانية الجامعة في كل المحافظات ليكون لكل محافظة مركز جامع للمصلين، يتم من خلاله إعداد برامج دعوية وخواطر إيمانية في صلاة التراويح، كما يتم استقطاب القراء ذوي الأصوات المميزة محلياً وخارجياً.
ويتخلل صلاة التراويح أيضاً العديد من الفعاليات والمسابقات الدينية التي تحفز المصلين على جلب أسرهم للصلاة في المراكز الرمضانية، وفي هذه المراكز تخصص أماكن واسعة للنساء لأداء صلاة التراويح والقيام بأريحية تامة.
وفي كل عام، تتوسع المراكز الرمضانية وتكون هناك مساهمات أهلية للمشاركة في تنظيم هذه المراكز من خلال جمعيات النفع العام الخيرية بتوفير متطلبات المراكز الرمضانية الخدمية للمصلين في صلاة التراويح والقيام واستقطاب القراء والدعاة والعلماء المميزين.
الجدول الرمضاني
ويقبل أهل الكويت على صلاة التراويح بشكل كبير ومختلف، حيث يضعون في جدولهم الرمضاني حصة من وقتهم لأداء صلاة التراويح في المساجد رجالاً ونساء وأطفالاً، ولا يبدأون مناسباتهم الاجتماعية والغبقات الرمضانية إلا بعد أداء صلاة التراويح في المساجد، حيث تغص كل المساجد بالمصلين.
وتكثر خلال صلاة التراويح الأعمال الخيرية، فيتلمس الميسورون جيرانهم ومن حولهم من المعوزين ليسدوا حاجتهم... فصلاة التراويح مفتاح للخير لأهل الكويت الذين جُبلوا على هذه الأعمال الإنسانية.
رأي المواطنين
وقال محمد الشمري إن «لرمضان في الكويت طبيعة خاصة وأجمل ما فيه عمارة المساجد بالمصلين وتزاحم الناس في المساجد الكبيرة والتي يكون فيها قراء مميزون، حيث تساعد هذه الأجواء الإيمانية في أداء صلاة التراويح والقيام بسهولة ويسر، وكل عام نرى ما يبهرنا من استعدادات في المساجد يشكر القائمون عليها».
بدوره، أكد علي الفايز أن أكثر ما يميز رمضان في الكويت هو صلاة التراويح والقيام حيث لا تبدأ الزيارات والمناسبات الرمضانية إلا بعد صلاة التراويح، ما يعطي الجميع الفرصة لأدائها في المساجد التي أصبحت جاذبة للمقصرين في غير رمضان، حيث تتوافر فيها كل سبل الراحة للمصلين من قراء ومياه وضيافة.
من جهته، قال خالد العنزي «تتميز الكويت في رمضان بمساجدها حيث تجد الأهل والجيران يحرصون على أداء صلاة التراويح في المساجد، وعليه في هذا العام سنصلي التراويح في مساجد المطلاع مع جيراننا الجدد، حيث سكنا حديثاً منازلنا، وهذا أول رمضان، ونشكر وزارة الأوقاف على تجهيزها المساجد في المنطقة في أفضل صورة».