شيراز، ليست مدينة عادية، مثل أيّ مدينة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لأنها تتميز بمعالم سياحية في ثلاثة مجالات: ثقافية ودينية وطبية، ما جعلها من أبرز الوجهات السياحية في إيران.

وللاطلاع على مكوّنات المدينة السياحية، نظّمت وزارة السياحة الإيرانية رحلة ترويجية لفريق إعلامي سياحي كويتي، شاركت فيه «الراي» ضمن عدد من الصحافيين، إضافة إلى عدد من شركات السياحة والسفر المعتمدة في الكويت والمسؤولة عن تنظيم رحلات دينية وسياحية للعديد من مدن إيران. وعملت الوزارة على تذليل العقبات وتقديم كل الإمكانات لاطلاع الوفد على معالم وآثار المدينة، إضافة إلى حضور افتتاح المعرض السنوي الـ13 الذي تستضيفه المدينة للحرف اليدوية، برعاية شركات السياحة في إيران، لمشاهدة جمال مدينة شيراز التي تُعد أقدم مدينة في إيران، وكان اسمها السابق مدينة فارس وعمرها يتجاوز 6 آلاف سنة.

وجهة سياحية

بداية الرحلة كانت السفر على متن شركة «طيران الجزيرة»، وهي شركة الطيران المحلية الوحيدة التي لديها رحلات إلى مدينة شيراز، بمعدل رحلتين أسبوعياً، وهناك توجه لزيادة عدد الرحلات ثلاثاً أخرى ليصل إجمالي الرحلات إلى خمس أسبوعياً، بعد إعفاء الكويتيين من تأشيرة دخول إيران، بداية من شهر مارس المقبل.

وتُعد محافظة شيراز، واحدة من أهم الوجهات السياحية في إيران، وتتميز بتاريخها العريق وثقافتها الغنية وهي مركز للعديد من النشاطات السياحية، بما في ذلك الدينية والترفيهية. وتمتاز المدينة كونها تحتوي على الأماكن الدينية، لوجود مرقد الإمام الخميني، ومسجد جمكران وهو واحد من المعالم المهمة، حيث يتوافد الزوار من مختلف أنحاء العالم لزيارة هذه المعالم، والمشاركة في الفعاليات الدينية والطقوس.

معالم تاريخية

تحتضن شيراز أيضاً معالم سياحية تاريخية وثقافية، تجعلها وجهة مفضلة للسياح، فيشتهر قصر برسبوليس الذي يُعتبر تحفة فنية للمملكة الفارسية القديمة، بكونه موقعاً أثرياً مهماً يروي قصة حضارة قديمة. ويعود تاريخ برسبوليس إلى القرن الخامس قبل الميلاد، ويشهد على الابتكار الفني والهندسي في تلك الفترة التاريخية.

كما يُمكن للزوار استكشاف حدائق إيرام، وهي حدائق جميلة ومليئة بالأزهار التي تعكس جمال الطبيعة منها حديقة الزهور، التي يبلغ عمرها نحو400 عام، وهي مقصد للسياح سواء من جمهورية إيران أو من دول العالم الذين يحرصون على زيارتها لتنوع طبيعة الأشجار والورود.

كما أن المدينة موطن للشاعرين البارزين حافظ وسعدي، ويعتبر مقامهما مكاناً لزيارة عشاق الأدب الفارسي، حيث يقصد الناس مقام حافظ لقراءة قصائده، وطلب الحظ من خلال تقنية البخور، وكذلك يُمكن للزوار استكشاف مقام سعدي الذي يحتوي على أقوال وأشعار تحمل الحكم والفلسفة.

وهناك مسجد نصير الملك، الذي يُعد نموذجاً رائعاً للهندسة الإسلامية، ويجمع بين الفنون المعمارية والديكور الفني الذي يعكس الحضارة الإسلامية.

وتتنوّع الفعاليات الثقافية في المحافظة، حيث يُمكن للزوار حضور المهرجانات والعروض الفنية وورش العمل التي تُعزز الفهم العميق للثقافة الإيرانية. كما يوجد جبل القشقاوة، والبحيرات الطبيعية في المنطقة مثالية للرحلات الاستكشافية ومحبي الطبيعة، وتوفر هذه المواقع فرصاً للتسلق وركوب الدراجات والاستمتاع بالمناظر الطبيعية.

السياحة العلاجية

تُعد محافظة شيراز إحدى أبرز الوجهات السياحية البارزة في إيران للسياحة العلاجية، حيث تقدم تجارب فريدة ومميزة للباحثين عن العلاج، حيث تُعتبر من الدول التي تقدم الرعاية الصحية بشكل نموذجي وفريد من العلاجات الطبية بشكل عام.

وفيها أبرز المصحات العلاجية المشهورة في المحافظة والمجهزة بأحدث التقنيات والمعدات الطبية والعلاجية الشاملة، منها زراعة الأعضاء كالقلب والكبد والكلى، ومعالجة أمراض السرطان والعظام والخلايا الجذعية وزراعة الشعر وعمليات التجميل والعيون، للمرضى تحت إشراف أطباء وكوادر صحية مميزة.

وقد شهدت العلاجات الطبية في إيران تطوراً ملحوظاً بشكل عام، حيث يتم تبني التقنيات والابتكارات الحديثة في مجال الطب، وتحسين مستوى التدريب الطبي وتحديث المعدات الطبية بشكل مستمر، مما يجعل المرافق الصحية في المنطقة تتناسب مع المعايير الصحة العالمية. ويوجد في المدينة نحو 25 مستشفى خاصاً، و15 حكومياً، أبرزها مستشفى «أبوعلي ابن سينا» و«الكوثر» الذي تمت زيارته من قبل الوفد الكويتي والاطلاع التجربة العلاجية للمرضى، حيث يحتوي المستشفى الواحد على نحو 300 غرفة للمرضى، وأجنحة خاصة للعمليات وأجنحة ملكية لمَنْ يرغب.

ضيافة واستقبال

على صعيد الفنادق، يوجد في شيراز نحو 27 فندقاً، أبرزها الفندق الذي تم تخصيصه لإقامة الوفد الكويتي وهو يعد مميزاً في المدينة ويطلق عليه اسم «فندق شيراز»، ويتألف من 12 طابقاً تضم 200 غرفة و6 قاعات للمؤتمرات وطابقين للمطعم، ويتميز الفندق بموقعه على جانب جبل، ويتميز بجماليته وفخامته وبأسعاره المناسبة للسياح وإطلالة فريدة على عدة واجهات.

وتتصف شيراز بكرم الضيافة وحُسن الاستقبال، فقد حظي الوفد بكرم الضيافة والاستقبال والحفاوة الكبيرة، منذ الوصول حتى المغادرة، حيث حرص المرافقون من هيئة السياحة الإيرانية على اطلاع الوفد على كل المواقع السياحية والتاريخية والأسواق وتأمين كل احتياجاتهم.

«أنتم إخوتنا ونحبكم كثيراً ومرحَّبٌ بكم في أيّ وقت»

محافظ شيراز: ارتباط مميز وخاص... بين الكويتيين والإيرانيين

- علاقات خاصة بين الشعبين على مستوى العلاقات الأسرية والعائلات

أعرب محافظ شيراز حمد هادي إیمانیة عن سعادته لوجود جريدة «الراي» والوفد الكويتي، في المدينة التي يبلغ عمرها 6 آلاف سنة وكان يطلق عليها مدينة فارس، مشيراً إلى أن «المدينة تشتهر بالعديد من المميزات أبرزها الحدائق والزراعة والتكنولوجيا والثقافة والتاريخ والعلاج والأماكن الدينية».

وقال إيمانية، في تصريح لـ«الراي»، إن «بلادي لها علاقات تاريخية ودودة مع دول الخليج، وخصوصاً مع دولة الكويت، حيث توجد علاقة خاصة بين الكويتيين والإيرانيين على مستوى العلاقات الأسرية والعائلات، ونتمنى لهذه العلاقات أن تتطور يوماً بعد يوم، ونحن نقف بجانب الكويت في كل المواقف».

وكشف عن أن «الجمهورية الإيرانية تعيش تحت حصار منذ نحو 42 عاماً، ولكن لدينا اكتفاء ذاتي، وجميع طلبة الجامعات والكليات أصبح لديهم القدرة على النهوض بالبلاد والاعتماد على الذات، حتى لا نحتاج إلى أحد، ونفتخر أننا أصبحنا من الدول المصدّرة، وننافس الدول الكبرى في العديد من المجالات، أبرزها المجال الطبي والهندسي والفني والزراعي، وهناك تخصص في جامعة شيراز بالأمور الفضائية، ولدينا مركز إسلامي داعم للدول الاسلامية، ومن ميزة هذا المركز أن أي طالب في دولة إسلامية يستطيع إرسال مشروعه ويتم إعطاؤه براءة اقتراع ومنحه شهاده للتوثيق».

وأشار إلى أن «هناك أماكن سياحية وتاريخية وثقافية، وطبيعة خلّابة يستطيع السائح زيارتها والاستمتاع بها وأسواق وأماكن ترفيهية، علاوة على ذلك فإن الزائر مرحب به، وهو في بلد الأمن والأمان، ولا يوجد أي أحد يمكن أن يتعرّض له»، موكداً أن مدينة شيراز يطلق عليها «مهد الثقافة الفارسية».

وشدّد المحافظ على أن «أهل الكويت إخوتنا الذين نحب كثيراً، وهم مرحب بهم في أي وقت في بلدهم الثاني، ولا توجد تفرقة بين الشعبين، والتاريخ يثبت ذلك وأن بيننا ارتباطاً مميزاً وخاصاً، ولو رجعنا 100 عام إلى الوراء نجد أنه لا يوجد أي خلاف بين الكويت والجمهورية الإيرانية، بل بينهما تعاون ومحبة وعلاقات متينة على كافة الأصعدة، ونحن نسير على خُطى الأجداد والآباء في العلاقة المميزه بين البلدين، ولا نريد للأحداث السياسية أن تؤثر على ما في داخلنا وقلوبنا كشعبين، ونحن نحب بعضنا».