/>ضمن جهودها لمكافحة التغير المناخي، تُحيي سلطنة عُمان زراعة أشجار المانغروف للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
/>ففي أرض رطبة موحلة في العاصمة العُمانية، تقوم عالمة البيئة زكية العفيفي بقياس لحاء شجرة المانغروف، وتقدير قدرتها على امتصاص ثاني أكسيد الكربون الذي يتسبّب في ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض ببطء.
/>وقالت وهي تقف في محمية القرم ذات الأشجار كثيفة الأوراق والتي تحميها من أشعة الشمس الحارقة، إن غابة القرم التي تبلغ مساحتها 80 هكتاراً يُمكن أن تحبس آلاف الأطنان من ثاني أكسيد الكربون.
/>وأضافت العفيفي، وهي ترتدي حذاءً طويل الرقبة ومعطفاً أبيض بينما تقود مجموعة من طلاب الجامعة حول المستنقع «أشجار المانغروف هي أغنى حوض للكربون في العالم».
/>عُمان تقود الطريق
/>إذا أصبحت الأشجار والشجيرات الساحلية جزءاً من الجهود المبذولة لخفض ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، فإن عُمان المنتجة للنفط، الواقعة في جنوب شرق شبه الجزيرة العربية، ستقود الطريق في هذه المنطقة الغنية بالموارد الهيدروكربونية.
/>وأصبحت السلطنة التي يبلغ عدد سكانها 4.5 مليون نسمة، بإلهام من حاكمها الراحل السلطان قابوس بن سعيد، أحد دعاة الحفاظ على البيئة، مركزاً في الخليج لترميم أشجار المانغروف والحفاظ عليها.
/>ويُمكن لأشجار المانغروف إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي بمعدل أسرع من الغابات وتخزينه في تربتها ورواسبها لفترات أطول.
/>وقالت العفيفي (41 عاماً) «تُعتبر أشجار المانغروف أحد الحلول الطبيعية لمكافحة تغير المناخ».
/>وأضافت أنه يُمكن تخزين ما يصل إلى 80 طناً من ثاني أكسيد الكربون لكل هكتار في الكتلة الحيوية الموجودة فوق سطح الأرض في القرم، وأكثر من ذلك في الرواسب الموحلة أدناه.
/>وتتحرك عمان بسرعة في مشروعها لإحياء الغابات التي كانت تغطي البلاد ذات يوم، لكنها انقرضت منذ آلاف السنين بسبب التغيرات المناخية.
/>والسبب في خطواتها المتسارعة هو التغير المناخي الحديث الناتج عن أنشطة الإنسان، ومعظمه ناتج عن حرق الوقود الأحفوري، والذي يُهدّد بتدمير أشجار المانغروف مع ارتفاع درجات الحرارة والفيضانات والأعاصير.
/>وقالت العفيفي «إذا لم نقم باستصلاح المزيد من الغابات، فهذا يعني أننا ربما نفقدها في يوم من الأيام بسبب تغير المناخ».