تقوم المجتمعات على نوع من الأخلاق الاجتماعية التي تُمكّن القوى الاجتماعية المختلفة من الحركة والعطاء والانسجام والاستفادة من كل المعطيات المتاحة. إلا أن بعض الأفراد يستمدون كينونتهم ونموهم من عدد من الأخلاق والعادات الدخيلة الذميمة، بل ويتجاوزون السقف الأخلاقي بسلوكيات لا تشبه ولا تعكس أخلاقنا الفاضلة.

ونظراً للجدلية القائمة بين كثير من جوانب الحياة فإنه لا يُمكن عزل أيّ جانب من تلك الجوانب عن عمليات التأثير والتأثر التي تظل ناشطة مهما ظل المجتمع راكداً، كما يظل القلب في حالة من العمل على الرغم من النوم أو غياب الوعي، من هنا فإن مدى استقامة أخلاق أيّ مجتمع أو تدهورها مرتبطة بسلم القيم السائدة في المجتمع من جهة، وبالوضعية الأخلاقية العامة لذلك المجتمع من جهة أخرى. وسلم القيم يتبادل التأثير والتأثر مع الوضعية الأخلاقية للمجتمع، حيث تهبط قيم معينة وترتفع أخرى معتمدة على مدى تمسك الأفراد بأخلاقيات مجتمعهم.

فالمشكلات التي تجتاح مجتمعنا تأتي من الاستهتار بعدم التمسك بهذه الأخلاق، ليس كل مَنْ أصبح مشهوراً يحق له الاستهتار وتجاوز أخلاقيات وقيم المجتمع، ويعتقد أنه فوق القانون ومهما كان جرمه فإنه لا يُحاسب عليه. من الواضح أن بعض الناس اختلطت عليهم المفاهيم وأصبحت ممارساتهم لا أخلاقية بحجة الشهرة وكسب الأموال حتى وإن كان على حساب أرواح الناس.

فليعلم كل مَنْ يُصدّر نفسه للشهرة فهو لا يملك شيئاً من حياته، فهي ملك لمَنْ يتابع يومياته وتحركاته، فهو أولى الناس في المجتمع للالتزام بأخلاقيات وقيم المجتمع ولا يحق له أن يتجاهلها أو يتجاوزها. نحن لا ندّعي ولا نطالب بالمثالية، وقد تكون لدينا أخطاء وزلات فادحة ولكن من ستر الله - سبحانه - علينا لم نسعَ للشهرة ولم نجاهر بالمنكر على الملأ، لذا على كل فرد من أفراد المجتمع أن يلتزم بالحد الأدنى إن لم يكن بالحد الأعلى من القيم والأخلاقيات المجتمعية التي تُعزز الحشمة والحياء من فعل كل ما يُشين مجتمعنا ويجعله يتراجع قيمياً وأخلاقياً.

M.alwohaib@gmail.com

mona_alwohaib@