في جلسة مجلس الأمة الختامية لدور الانعقاد الحالي، كانت المكاشفة واضحة ولعل أبرزها ما ذكره وزير المالية بالوكالة الدكتور سعد البراك «رؤية الكويت 2035، يؤسفني إنه لم ينفذ منها شيء وسنطوّرها وربما تمتد إلى 2040».

أكد الدكتور سعد البراك ما كنت أردّده منذ ملتقى تطوير الجزر أمام الشيخ ناصر صباح الأحمد رحمة الله عليه حيث قلت: «إنه لا توجد رؤية... ما نراه هو رؤية مشاريع» وكان ذلك قبل سبعة أعوام في 2016.

طيب الجيش العرمرم في «الأعلى للتخطيط» وغيرهم من القياديين، ماذا كانوا يعملون طيلة الثمانية أعوام منذ بدء العمل بتنفيذ الرؤية والمشاريع المرتبطة التي يفترض أن تحقق أهداف التنمية المستدامة لبرنامج الأمم المتحدة والذي وقّعت الكويت عليه ويفترض تحقيقه في العام 2030؟.

طيب... هل يظن الدكتور سعد البراك أنه بالإمكان تحقيق التنمية مع وجود ذات الأشخاص المتسببين في التيه الاقتصادي والاجتماعي والتنموي بدءاً من مستشاري الدواوين إلى بقية المستشارين والقياديين؟.

طيب... «هل كيف يا ترى» سنطبّق الرؤية الجديدة وأفضل أن نلتزم بالـ 2030 وليس 2035 ولا 2040 بوجود فراغ قيادي وأسماء لا يمكن الاقتراب منها والتي لا تحمل أي إضافة؟.

يعلم الدكتور سعد البراك وقد ساهمت معه في العمل الإستراتيجي من قبل وهو عمل ديناميكية سرعة اتخاذ القرار تأتي مقدمة وحسن الاختيار مهم جدا!

أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة الـ 17 كثير منها يمكن تحقيقه خلال عام، والتعليم والرعاية الصحية نحتاج أن نسائل المتسبب في تدهورها (الغريب أن بعض القيادات يفشل في منصبه ويتم تعيينه مستشاراً... شلون ؟) وأما الطاقة النظيفة، فقد عملت مستشاراً في معهد الكويت للأبحاث العلمية وكان العمل سريعاً جداً آنذاك، فمَن كان وراء إيقافه أو تأخيره وأقصد الطاقة الشمسية والرياح ؟

كل برنامج أو ميثاق وقّعت الكويت عليه يعتبر واجباً وطنياً ومَن يقصّر في الوفاء به يجب أن يُحاسب... ومسألة الإحالة للتقاعد لم تعد كافية !

في إحدى الندوات التي استضفتها في ملتقى الثلاثاء قال الضيف المتحدث د. حمد المناور الخبير التنموي إن الكويت هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا يوجد لديها قياس للمستوى المعيشي وقس عليها بقية الأمور..... إلخ.

الزبدة:

إلى أين نحن ماضون؟ وكيف سنعيّن القياديين في المناصب الشاغرة؟ وهل سيكون لدينا «ريتز الكويت» لكل سارق مال عام وفاسد ونصّاب؟ وهل سنغيّر قانون الخدمة المدنية 15 لسنة 1979 وهل سنطبّق الحكومة الرقمية؟ وهل ستكون هناك شفافية في ما يخص الاستثمارات الخارجية وسحب الصناديق الاستثمارية لدى بعض الجهات ووضعها تحت مظلة واحدة مع الهيئة العامة للاستثمار والصندوق الكويتي للتنمية؟

لننتظر لعل وعسى الدكتور سعد البراك وغيره يأتون لنا بقيادات حرمت من شرف قيادة مؤسساتنا... فكل مصائبنا سببها إننا طبّقنا «وسد الأمر لغير أهله»... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com

Twitter: @DrTALazmi