أرى تحت الرماد وميض جمر
ويوشك أن يكون لـه ضـرام
نصر بن سيّار
أمر مؤسف وخطير جداً أن تُرفع بيارق قديمة لبعض القبائل في المقرات الانتخابية لبعض المرشحين وعبر مسيرات للسيارات في شوارعنا !
هذا الفعل بلا شك يجرمه القانون الكويتي الذي ينص على «مخالفة وحجز أي مركبة تحمل أعلام دول أخرى، أو أي أعلام قبلية أو طائفية، أو شعارات تدل على فئة أو جماعة».
لماذا لا ترفعون علم بلادكم عالياً؟
أليست بلادكم احتضنتكم أنتم وقبائلكم واستوعبتكم كمواطنين لكم حقوق وعليكم واجبات؟!
ألستم في عملية ديموقراطية انتخابية لاختيار من تظنونه مناسباً لخدمة الوطن والشعب، وليس فقط القبيلة وهنا الأولى بكم أن تفتخروا وترفعوا علم بلادكم لا أي أعلام أخرى؟!
هل تريدون إعادة دعوى الجاهلية والتعنصر القبلي والتقسيم المجتمعي البغيض؟ بينما ديننا الإسلامي يأمرنا بالتآلف والاجتماع والتقارب في ما بيننا وتوحيد جبهتنا وأهدافنا وكلمتنا.
إن العنصرية القبلية والعصبية العشائرية لا تبرز في أي مجتمع أو دولة إلا وتفتك بوحدة أهلها، وتجعلهم في نزاع وشِقاق وبغض وخوف وقلق وفوضى.
إننا في بلد طيب، تاريخه الطويل مملوء بين أهله بالتآخي والتعاون والانسجام والمصاهرة، وتعتبر دولة الكويت الدولة العربية والخليجية الأبرز في تناغم وتكيّف مجتمعها مع بعضه البعض منذ تأسيس الدولة إلى هذا اليوم، فيا أصحاب البيارق القبلية الجاهلية لا تعبثوا بتلاحمنا الوطني، ولا تتعدوا على قيمنا الاجتماعية الواحدة التي رضيناها وتقاسمناها بيننا بالحب والاحترام والتقدير.
قال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون) (آل عمران:103).
في النهاية... نوصي الإخوة في وزارة الداخلية بتشغيل أجهزتها الأمنية من أجل التصدي لمن يريد أن تعم الفوضى في مجتمعنا الكويتي.