هو أبوالحجاج الأُقصُري يوسف بن عبدالرحيم بن يوسف، من شرفاء بغداد، شريف حسيني ينتهي نسبه إلى الحسين سبط الرسول عليه السلام، ويلقّب بـ (العارف بالله).

ولد ببغداد ونشأ نشأة دينية بين علماء بغداد، ثم توجه إلى مكة المكرمة... ومكث فيها عاماً كاملاً ثم توجه إلى مصر قرب المنصورة، ثم إلى مدينة الأقصر، وكانت تحت سيطرة النصارى والرّهبان، وسجل التاريخ خبر الراهبة تيريزة التي أسلمت بين يدي أبي الحجاج، بعد أن تأثرت بصدق كلامه القائم على القرآن الكريم والسُنة النبوية، وقد قام مسجد الأقصري محل كنيسة الأقصر.

وتتحدث المراجع عن أن سلطان مصر قد أعجب بشخصية الأقصري، وغزارة علمه وأدبه، فأسند اليه منصباً مهماً في الدولة لا يعرض إلّا على أهل الثقة من المقربين للسلطان، ولكن أبا الحجاج عاد إلى حياة الوعظ والإرشاد والاجتهاد في سبيل الله... وفضّل قبل أن يذهب الى الأقصر أن يتوجه إلى الإسكندرية، لما بها من علماء وزهاد، ومحاربة البدع.

وترك أبوالحجاج الأقصري، أقوالاً منثورة وأخرى منظومة. انتهج الصوفية العملية الفلسفية التي غلبت على الحياة الروحية في القرنين السادس والسابع الهجريين وأنه من الصوفية المتمسكة بالكتاب والسُنة، وله دراية بعلوم الشريعة، وقد صفت نفسه، وانجلى فؤاده وانقشعت عنه حُجب الحس.

وقد حارب الأقصري القائلين بنظريات الحلول ووحدة الوجود واتهمه البعض بالكفر والإلحاد، وكان في تصوفه العملي صاحب منهج واضح في التربية والسلوك الصادق في معتقده.