هناك عبارة غربية تقال عندما يكون الحديث غير قابل للنشر والوصول للعامة وهي «Off the Record» وفي الغالب خشية انعكاساتها السلبية على قائلها أو لحساسية المضمون.

لم تعد عبارة «خارج النظام» هذه متبعة في الأعوام الأخيرة لأن أحاديثنا لم تعد «خارج النظام» بل خرجت للعامة وهي انعكاس لحالة اليأس من الإصلاح ولتفشي الفساد!

خذ عندك حكاية تطوير طريق الفحيحيل بـ 1.3 مليار دينار خلال مدة 14 سنة، وما تبعها من تندر وتعليقات ما كانت لتخرج من العامة والمعنيين بالأمر.

وكثيرة هي المشاريع والمبادرات المبالغ في تكلفتها ومدة تنفيذها، وعدم جودة التنفيذ حتى «الطرق» وجدنا فيها أن «الطاسة ضايعة»!

وزد على ذلك جودة التعليم والتطبب، ومشاريع مع الأسف كان العامة يجهلونها في العقود الماضية لكن وبفضل الصحوة لدى بعض النخب ومع توافر التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي أضحت الأمور مكشوفة على مصراعيها للجميع وكل مستوى ثقافته تخرج استنتاجاته وتعليقاته.

أحاديثنا... «خارج النظام» أو على حد مفهوم القول الغربي Off the Record باتت معروضة مكشوفة، وإن أخطر ما قد يمر بأي مجتمع لا يتعدى «التكسب على جراح العامة»... فعندما تصبح المشاريع مادية الهدف تجارية التوجه ولا تعود بالفائدة على العامة، تصبح الأحاديث ليست مقتصرة على حديث ودي جانبي في ديوانية أو لقاء خاص بل على «عينك يا تاجر» كما يقولون.

كنا وما زلنا نتجاهل بعض الأحاديث السلبية قدر المستطاع... لكن يبدو لي أنها «خربت على الآخر» أو «بغت عنق الزجاجة» ولم تعد الأنفس تتحمل «العبث» في متطلبات الحياة الكريمة.

وللعلم، نحن لسنا ضد المبادرات الطيبة الهادفة ذات المردود الإيجابي على فئات المجتمع ومكوناته وعلى مكانة البلد حسب المؤشرات العالمية... لكننا لم نجد ما يشير إلى توافرها إلا في ما ندر!

قلناها ونعيد ذكرها اليوم «لا يجتمع فساد مع إصلاح» وعامل الوقت هو الذي أخرج ما في خلجات أنفس العامة وبعض النواب والمعنيين بالأمر.

الزبدة:

متى يحدث الإصلاح المبتغى؟ ومتى تتم محاسبة الفاسدين؟ ومتى نحصل على الجودة وتحقيق التنمية المستدامة؟

إنها أسئلة مستحقة وأحاديث يتناقلها الجميع وكثير منها يحمل طابع «التندر» والسبب اننا أوكلنا مهام قيادة مؤسساتنا لمن هم دون المستوى إضافة إلى التشابك في الاختصاصات وضعف في تطبيق القانون والدستور، ولنا في القوانين الشعبية وما يذكر من حالات تجاوز خير مثال: فأي غياب لحس المسؤولية نتحدث عنه بعد كل هذا التراجع؟ وعلى الرغم من كل هذا سنظل متفائلين... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com

Twitter: @TerkiALazmi