نبارك للأشقاء في قطر اختتام تنظيم بطولة كأس العالم 2022 بهذا الإنجاز الرائع، والذي اعتبره الكثير من النقاد بأنه من أروع وأجمل وأفضل النسخ لبطولة كأس العالم.

لقد أثبتت قطر للعالم بأن دول الخليج ليست صحراء وبعارين وبترولاً فقط، بل هي دول تملك الحضارة والعقول والإبداع.

ولقد تحقّق خلال هذه البطولة الكثير من المكاسب - ليس لقطر وحدها - بل للأمة العربية والإسلامية كلها.

فمن مكاسب البطولة أن القضية الفلسطينية كانت حاضرة بكل قوة في هذا المهرجان الرياضي، فلقد امتلأت المدرجات والساحات، والتجمعات بالعَلم الفلسطيني، وكانت الجماهير تردد الهتافات الداعمة للقضية الفلسطينية والمناهضة للاحتلال الصهيوني في كل مكان، بل وبات لافتاً مقاطعة الجماهير لوسائل الإعلام الصهيونية، ورفضها عقد أي مقابلات معها، وهذا ما دفع الإعلامي الإسرائيلي يوري فينك، لقول: (خسرنا كأس العالم، حتى دون المشاركة فيه).

لقد تمكنت الحكومة القطرية من المحافظة على قيمها ومبادئها، وفرضتها على كل من حلّ ضيفاً عليها، فلم تسمح برفع أعلام ورايات الشواذ، برغم الهجمة الشرسة القذرة التي تعرّضت لها بسبب هذا الموقف.

أعتقد - ولعل الكثيرين يتفقون معي - بأن قيام سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم، بإهداء اللاعب ميسي، البشت العربي وحرصه على ارتدائه خلال مراسم التتويج بكأس البطولة كان ضربة مُعلّم.

فصورة ميسي وهو يحمل الكأس ويرتدي البشت ستظل عالقة في أذهان الملايين من عشاق هذه الرياضة عبر عشرات السنين.

ولعل هذه اللقطة ستصحّح الصورة المشوهة التي سعت الدول الغربية إلى رسمها في أذهان شعوبها حول الشعوب العربية، بأنها شعوب متخلفة فوضوية تميل إلى التطرف والإرهاب.

ليكتشفوا من خلال هذه البطولة بأن أصحاب هذا الزي هم شعوب متحضرة متمدنة متطورة مثقفة واعية تملك الإبداع والتميز.

لقد تردد بأن بعض لاعبي المنتخب الفرنسي كانوا سيرتدون شعار الشواذ في حال فوزهم بالكأس، ونحمد الله الذي أخزاهم ففازت الأرجنتين، ليرتدي قائد الفريق البشت العربي، رمز الرجولة والمروءة والكرامة والنخوة والغيرة على العِرض.

إن ما يثير الاشمئزاز أصوات النشاز التي خرجت من مسؤولين ورياضيين وإعلاميين غربيين، معترضة على إلباس ميسي للبشت العربي، حيث اعتبروا ذلك إفساداً لفرحة منتخب فاز بالبطولة، وأن هذا التصرف فيه قلة احترام!

هذه الأصوات نفسها لو أن المشهد تغيّر وتم إلزام الفريق الفائز بوضع علامة الشواذ أو رفع علمهم، لاعتبروا ذلك لحظة تاريخية لا تنسى في الانتصار للبشرية والحرية والديموقراطية!

عندما فازت البرازيل ببطولة كأس العالم المقامة في المكسيك، ولبس اللاعب بيليه، القبعة المكسيكية على رأسه، اعتبروا ذلك لقطة تاريخية تدل على تبادل الثقافات بين الشعوب، وعندما ارتدى ميسي البشت العربي، اعتبروا ذلك تشويهاً للحظة تاريخية!

قاتل الله عنصريتكم.

لقد هزمَ البشت العربي رايات شذوذكم، فموتوا بغيظكم.

Twitter:@abdulaziz2002