لن أشرّق وأغرّب في الكلمات كثيراً، وسأبقى في محيط انتمائي وخليجي، فقد انقضت أيام قليلة على احتفالنا بيوم الإمارات الوطني، وقبلها بأيام تشاركنا الفرحة بيوم السلطنة الوطني، وبعد أيام قليلة نترقب يوم قطر الوطني في تاريخ 18 ديسمبر، والذي يصادف المباراة النهائية لبطولة كأس العالم، فبعد هذا النجاح الكبير لهذا الحدث الرياضي الأبرز عالمياً، وبعد أن أبهرت الدوحة العالم، صار الاحتفال بيوم قطر الوطني عالمياً وواجب على العالم أن يحتفل ليس بالنهائي وإنما بقطر.

طيب...

المملكة العربية السعودية اعتمدت تسمية تاريخ 23 سبتمبر يوماً وطنياً، اذ يعود هذا التاريخ إلى المرسوم الملكي الذي أصدره الملك المؤسس عبدالعزيز، والذي قضى بتحويل اسم الدولة من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية في يوم 23 سبتمبر، من عام 1932 وصرنا نحتفل بهذا التاريخ من كل عام.

أما اليوم الوطني العماني والذي يصادف 18 نوفمبر، من كل عام فيأتي احتفالاً باستقلال السلطنة في يوم 23 يوليو 1970، إلا أن اختيار تاريخ 18 نوفمبر يعود إلى التاريخ ذاته في عام 1650، عندما قاد الإمام سلطان بن سيف تمرداً طرد البرتغاليين من عُمان وموانئها.

وفي مملكة البحرين، يوم 15 أغسطس من كل عام تتجدد الاحتفالات إحياءً لذكرى إعلان الاستقلال عن بريطانيا والذي حدث في 15 أغسطس 1971، بعد إعلان البريطانيين انسحاب قواتهم شرقي السويس في أوائل الستينات وتوقيع البحرين معاهدة صداقة مع البريطانيين أنهت الاتفاقيات السابقة بين الجانبين.

وتحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة بيومها الوطني في تاريخ 2 ديسمبر في كل عام، وهي ذكرى تأسيس دولة مستقلة ذات سيادة وقيام اتحاد الإمارات في يوم 18 يوليو من عام 1971، على يد قائد الوحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إلا أن اختيار يوم 2 ديسمبر كان يوم تأسيس دستور الاتحاد العام ذاته ليصبح يوماً للاحتفالات السنوية.

أما يوم 3 سبتمر من عام 1971 فهو اليوم الذي تم إنهاء العلاقات التعاهدية بين قطر وبريطانيا، وإلغاء المعاهدة التي كان الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني، قد وقّعها مع بريطانيا في عام 1916، فأصبحت قطر دولة مستقلة ذات سيادة كاملة، إلا أن احتفالات قطر السنوية هي يوم 18 ديسمبر، وهو اليوم الذي تتذكر فيه قطر كيف نجحت في تحقيق وحدتها الوطنية في 18 ديسمبر من عام 1878م، على يد قائدها الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني.

دولة الكويت، حازت على استقلالها في 19 يونيو1961 في عهد الشيخ عبدالله السالم الصباح، وكان هذا التاريخ يوماً وطنياً لعامين حتى صدر في 18 مايو 1964، مرسوم أميري جرى بموجبه دمج عيد الاستقلال بعيد جلوس الأمير عبدالله السالم الصباح، الموافق يوم 25 فبراير، وصارت احتفالاتنا الوطنية في فبراير، وذلك نظراً لحرارة الصيف الشديدة في الكويت التي تحول دون إقامة احتفالات تتناسب مع المناسبة، وفي عام 1992 تمت إضافة تاريخ 26 فبراير احتفالاً بالتحرير من الغزو الصدّامي الغاشم، ومنذ ذلك الحين والكويت تحتفل بالأعياد الوطنية في 26/25 فبراير، وأصبحت تسمى بالأعياد الوطنية.

ما يهمنا اليوم أن دول مجلس التعاون الخليجي شعب واحد وتربطه روابط دم وجذور تاريخية أكبر من تواريخ الأيام والسنين، واليوم وفي ظل عالم متناحر وحرب سيادة عالمية أثبت التاريخ أن البقاء للاتحادات والتضامن، ولذلك أقترح أن يتم دمج احتفالاتنا الوطنية بأسبوع واحد يسمى الأسبوع الخليجي الوطني، يتم فيه الاحتفال بأعيادنا وأيامنا الوطنية واستقلال دول الخليج العربي، ما يعزز ترابط دولنا وشعوبنا ووحدتنا الخليجية، خصوصاً أن فوائد هذه الخطوة ذات أبعاد كثيرة.

ومنا إلى الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي، مع التحيّة والتقدير.