لم يتبق سوى يومين على ختام فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب الـ 45، بعدما حقّق نجاحاً كبيراً بدا واضحاً برضا وحماس زوّار المعرض والمشاركين فيه من الكُتّاب والمؤلفين، ومن خلال التنظيم الرائع والدعم الحكومي لدور النشر والناشرين لإنجاح هذه الفاعلية الثقافية.

لا شك أن حاجتنا لتكثيف مثل هذه المحافل باتت ملحة أكثر من أي وقت مضى، فثقافتنا الإسلامية والعربية باتت على المحك لما نشاهد من استبداد ثقافي غربي بشكل غير مسبوق، وفرض للقيم الغربية على كل من يخالفها وربطها بالعلاقات الدولية وتصنيفات الدول الصديقة والعدوة، واليوم وفي هذه الحقبة المستفزة ما أحوجنا إلى رفع مستوى الوعي لدينا ولدى أبنائنا أجيال المستقبل، وبكل تأكيد مثل هذه المحافل الثقافية نتعرف فيها على ثقافاتنا ومبادئنا وقيمنا بعمق أكثر، ونتمسك بها حتى نستطيع التصدي للملوثات الغربية التي يحاولون إقناعنا بأنها الصواب وما نحن عليه خطأ يجب التخلي عنه وتبديله.

ما تتعرض له مجتمعاتنا المحافظة المتمسكة بقيمها المحافظة وطبيعتها البشرية خطة ممنهجة بدأت منذ سنوات طويلة بغزو فكري بسلاح القوة الناعمة من خلال الإعلام بأشكاله كافة، أما اليوم فقد انتهت مهمة القوة الناعمة وصارت قيم الغرب قوانين جبرية حتى كدنا أن نصل إلى مرحلة اليأس، إلا أن ما حدث أخيراً برفض دولة الكويت ببيان احتجاج رسمي لممارسات السفارة الأميركية في دعم المثلية، وتصدي دولة قطر بثبات لمحاولات تلويث صورة مونديال كأس العالم المقام على أراضيها بثقافات مناهضة لثقافتنا الإسلامية جدد فينا الثقة بأننا قادرون على وقف هذا المد المدمر.

وأخيراً، نبارك لحكومة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، ولوزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، نجاح معرض الكويت الدولي للكتاب الذي حقق نسبة حضور غير مسبوقة، ونأمل المزيد من هذه المحافل التي تساهم في رفع مستوى الوعي لمجتمعنا خصوصاً أن هذه الفعاليات تعطّلت لأكثر من عامين بسبب جائحة «كوفيد -19»، وقانا الله شرّه وأذهبه بلا عودة.