في الانتخابات الأميركية النصفية لعام 2022 التي جرت في يوم 8 من نوفمبر ظهرت مجموعة من المرشحين الأقوياء الذين لا يُستهان بهم، وجميعهم يطمحون في الوصول إلى البيت الأبيض بالانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2024 مع الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن البالغ من العمر 79 عاماً بوصفه الرئيس الـ 46 للولايات المتحدة، والذي قال إنه يعتزم الترشح لإعادة انتخابه للمرة ثانية، ولكنه لم يتخذ قراره النهائي بعد رغم كِبر سنة!

ثم ظهور مرشحين أقوياء شعبياً لديهم الرغبة للدخول على خط المنافسة يُعطي دلالة واضحة بأن الانتخابات الرئاسية المقبلة لن تكون مجرد انتخابات عادية مع ازدياد فرص المرشحين ما بين الحزبين الديموقراطي والجمهوري، فالحزب الجمهوري هذه المرة له عدد من المرشحين البارزين ويتقدمهم الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي تراجعت شعبيته أخيراً ولكنه مازال على خط المنافسة، ثم ظهور نجم جديد اسمه رون ديسانتيس، الحاكم لولاية فلوريدا، البالغ 44 عاماً، الذي قد يكون المنافس الأول للرئيس السابق دونالد ترامب بعد الفوز الساحق الذي حققه في انتخابات التجديد النصفي في هذا الشهر، إلا أن دونالد ترامب قد شعر بالخطر فلم يتركه في شأنه، بل أخذ يحذّره من مغبة القيام بمنافسته حين ترشّح اسمه في الانتخابات الرئاسية بحجة الإضرار بسمعة الحزب الجمهوري، وأنه سيرتكب خطأ جسيماً إن كان يفكر في ذلك.

ولذلك هدّد ترامب منافسه رون ديسانتيس بالإفصاح عن معلومات خاصة عنه من دون الخوض في تقديم التفاصيل، ووصفه بأنه مجرد سياسي عادي خفيف الوزن شعبياً، ولا يملك المال مثله، فيما أكدت أوساط مقرّبة من الشأن الانتخابي أن سخرية دونالد ترامب للآخرين المنافسين ليست بغريبة عليه طالما أن هناك مواقف مماثلة قد حدثت له مع منافسيه في الانتخابات الرئاسية السابقة، وبالتالي يعتبر المرشح الجمهوري رون ديسانتيس منافساً شرساً لدونالد ترامب عند بدء معركة انتخابات الرئاسة في عام 2024.

في حين يحتدم التنافس الراقي بين الجمهوريين والديموقراطيين للسيطرة على مقاعد الكونغرس الأميركي مع استمرار فرز الأصوات للانتخابات النصفية، إلا أن الواقع يقول إن الجمهوريين هم الأقرب حظاً للفوز بمجلس النواب، بينما يقترب الديموقراطيون للسيطرة على مقاعد مجلس الشيوخ الأميركي، ولكن يبدو أن المعركة من أجل ضمان الغالبية في مجلس الشيوخ لم تُحسم بعد، خصوصاً حينما تكون نتائج العديد من السباقات متقاربة شيئاً ما بين الحزبين.

لقد كان للرئيس السابق دونالد ترامب الفرصة الذهبية لإطلاق ترشيحه بقائمة مرشحي الانتخابات الرئاسية المقبلة لعام 2024، ولكن انتهت الأمسية الانتخابية لديه بخيبة أمل كبيرة بعدما عزّزت النتائج النصفية بفوز منافسه الشاب الجمهوري رون ديسانتيس، وهي نتيجة لم يتوقعها أبداً إلا أن المد الجمهوري مازال مسيطراً ومنافساً ولم يتراجع كثيراً بالسيطرة على غالبية مقاعد مجلس النواب وبالتالي قد شكّلت انتصاراً كبيراً، فالحزبان الجمهوري والديموقراطي لهما ثقة كبيرة بالفوز نظراً للمكانة المرموقة التي يتميز بها مرشحو الحزبين بين الناخبين، ولكن يبقى الرئيس الحالي جو بايدن تحت دائرة المحاسبة والاتهام من خلال تجاهله التطرق الى استمرار المخاوف الأميركية نحن الوضع الاقتصادي في البلاد، والذي يشكّل الهم الأول لدى معظم الأميركيين الناخبين وسط احتمال وقوع التضخم والركود بجميع الأسواق المحلية في غياب تبني استراتيجية واضحة.

إن سيطرة الحزب الديموقراطي بقيادة الرئيس جو بايدن على مجلس الشيوخ مجدداً هي النصر الذي جعله يحافظ على استمرار رئاسته للولايات المتحدة ليحكم قبضته على الصعيدين الداخلي والخارجي رغم كبر سنّه، وليبقى الرئيس الأقوى الذي يتطلع إلى المزيد من الانتصارات في العامين المقبلين.

ولكل حادث حديث،،،

alifairouz1961@outlook.com