دعا المشاركون في الملتقى الوطني لإنقاذ التعليم، الذي عقد على مسرح جمعية المحامين الكويتية مساء أول من أمس، إلى ضرورة تنويع مسارات التعليم، مطالبين بتوفير مخرجات تلبي احتياجات المرحلة المقبلة، وشددوا على ضرورة تغيير المناهج الدراسية التي لم تتغير منذ الستينيات، ومواكبة الخريجين لسوق العمل، مقترحين تدريس المهن الحرفية كالميكانيكا وفتح كراجات للسيارات.
وشدد رئيس نقابة تكنولوجيا التعليم فواز الفواز على ضرورة بدء وزارة التربية في إجراء عملية تغيير شاملة للمنظومة التعليمية تتناسب مع المرحلة الحالية بمنهج مدروس، مطالباً بتطوير الكوادر التعليمية والإدارية والعمل على توفير مخرجات تتماشى مع المرحلة المقبلة والاحتياجات الوظيفية للدولة، مؤكداً ضرورة إصلاح المنظومة التعليمية في ظل العهد الجديد وتنويع مساراتها.
بدوره، قال رئيس اتحاد نقابات العاملين في القطاع المشترك مهدي الصيرفي «إننا نفتقر في الكويت لسياسة دعم الموهوبين والمبدعين من طلاب المدارس وعلى الرغم من وجود مركز يحمل اسم (صباح الأحمد للموهبة والإبداع)، إلا أن تركيزه ينحصر فقط على التفوق العلمي أكثر من التركيز على الموهبة والإبداع»، داعياً إلى تشجيع الطلبة على دراسة مهنة الميكانيكا وأن تكون أحلامهم بفتح كراج سيارات بدل الوظيفة الحكومية والإدارية.
أما رئيس جمعية المحامين الكويتية شريان الشريان، فقد أكد أن «مناهجنا الدراسية لم تتغير منذ الستينيات، بينما العالم يتقدم بسرعة الصاروخ رغم صرف الميزانيات الضخمة إلا أننا لم نتقدم ولا صوت لمن تنادي».
وأضاف الشريان «وصلنا اليوم إلى أن طالباً في الثاني عشر لا يستطيع كتابة اسمه باللغة العربية أو الإنكليزية، والمدرسة أصبحت معسكراً تركز فقط على الحضور والانصراف».
من جهته، قال رئيس نقابة العاملين في وزارة التعليم العالي الدكتور خالد البراك، إن أزمة التعليم معقدة وتحتاج تضافر جهود كافة المؤسسات المجتمعية، ويجب أن يكون هناك حل بعيد عن المجاملات والمحسوبية والواسطات، منوهاً إلى أن التراجع في التعليم مستمر منذ 30 سنة، فيما أوضح رئيس جمعية المكتبات الكويتية الدكتور عبدالعزيز السويط أن الدول التي اهتمت بالتعليم تطورت في المجالات كافة، وخريجو الثانوية العامة بعضهم يدخل الجامعة ولا يستطيع إكمال الدراسة فيها وذلك بسبب غياب خطة تطوير المناهج، فمقرر المكتبات كان موجوداً منذ 30 سنة حتى أصبح في ليلة وضحاها مادة اختيارية.
من ناحيته، تمنى عضو جمعية علم النفس والناطق الرسمي للجمعية الدكتور محمد الخالدي على وزارة التربية التوسع في مواد الارشاد النفسي لتخريج طالب لديه القدرة على مواكبة أعباء الحياة والتكيف مع الانفتاح الخطير، وقد تمت معالجة بعض الطلبة عبر الأون لاين خلال جائحة كورونا كما أن بعض المعلمين كانت لديهم شكاوى نفسية.
التجربة الأميركية
استشهد عضو اللجنة الفنية في رابطة أعضاء هيئة التدريس بالتطبيقي الدكتور حسين الرشيدي بالولايات المتحدة الأميركية وتجربتها في نهضة التعليم، داعياً لإطلاق حملة شبيهة لتطوير التعليم في الكويت، والعمل على نهضته مثل الدول المتقدمة.
التغيير الوزاري
بينت الناطقة باسم جمعية أمن المعلومات صفاء زمان، أن عدم استمرار وزير التربية في منصبه لفترة طويلة ساهم في هذه المشكلة، ما يتعين تغيير الخطة مع كل وزير، مشيرة أيضاً إلى أن ميزانية التعليم أول ما يتم التقليص منها أثناء الترشيد للميزانية العامة.
المدارس الأجنبية
رأى الناشط التربوي الدكتور خالد الصويلح أن إقامة الملتقى يأتي نتاجاً لرؤيتنا للنفس الإصلاحي والنهج الذي يتبعه سمو رئيس مجلس الوزراء والذي نزل بنفسه للميدان وتحدث مع الناس عن همومهم ومشاكلهم، مستغرباً انطلاق العام الدراسي في المدارس الخاصة الأجنبية من دون ظهور أي مشكلات أو معوقات على عكس القطاع الحكومي.