كشف عميد كلية الهندسة والبترول في جامعة الكويت الدكتور عايد السلمان، عن زيادة الطاقة الاستيعابية للكلية هذا العام، حيث تم قبول ما يقارب 1200 طالب وطالبة، موضحاً أن عدد منتسبي الكلية حتى الآن 3500 طالب وطالبة تقريباً.
وقال السلمان في لقاء مع «الراي»، إن «كلية الهندسة والبترول من الكليات المرغوبة، وتخصصاتها مطلوبة في سوق العمل في القطاعين الحكومي والخاص»، مبيناً أنها مؤسسة أكاديمية منتجة للخريجين المتميزين، وأن كل برامجها معتمدة اعتماداً عالمياً وتضمن لخريجيها الاتجاه لسوق العمل المحلي أو العالمي.
وأضاف «أن جميع الجهات التي تعاملت معنا في السوق المحلي أو الزائرين الخارجين تشهد بجودة وكفاءة أعضاء هيئة التدريس من الناحية الاكاديمية»، مؤكداً حرص هؤلاء الأساتذة على تقديم الابحاث العلمية سواء النظرية أو العملية التي تتعلق بحاجة الدولة.
ولفت إلى «أن التوسع المعماري في مبنى الكلية في منطقة الشدادية أتاح لنا زيادة عدد الطلبة المنتسبين للكلية، حيث يحتوي المبنى على مختبرات بعدد كبير ومجهزة بأحدث التجهيزات التي تتيح للطلبة وأعضاء هيئة التدريس التوسع في الجوانب العملية بالتوازي مع الجوانب النظرية».
وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:
• ماهي أهم مميزات كلية الهندسة والبترول، مقارنة بالكليات الهندسية في الكويت والمحيط الخليجي؟
- من الضروري تعاون الجميع لإظهار الوجه الصحيح لمستقبل التعليم في الكويت، وجامعة الكويت هي الصرح الأول والحكومي الوحيد والمستمر لتقديم الخدمات الحكومية التعليمية لما بعد الثانوية العامة.
كلية الهندسة هي إحدى الكليات العريقة في جامعة الكويت، فيها تخصصات عدة، الهندسة الكهربائية والميكانيكية والكمبيوتر، والمدني، والصناعي والكيميائي، والبترول، هذه التخصصات أنشئت كبرامج على مدى سنوات مختلفة.
إن نسبة كبيرة من مهندسي الكويت حالياً هم من خريجي الكلية، ويبلغ عدد الطلبة الموجودين لغاية الفصل الصيفي 3500 طالب وطالبة، في مختلف التخصصات، وهناك اقبال شديد على الدراسة في الكلية، واتضح ذلك من القبول الأخير، وحددنا للقبول 900 طالب، حسب دراسات الكلية، وفاق عدد المتقدمين 1200 طالب وطالبة، فاضطررنا بالتنسيق مع إدارة الجامعة لقبول عدد اكثر من 900 طالب وبالفعل تم الاعلان عن قبول 1200 طالب وطالبة للعام الدراسي المقبل في مختلف تخصصات الكلية.
وتعد من الكليات المرغوبة، ومطلوب تخصصاتها في سوق العمل في القطاعين الحكومي والخاص، كليتنا منتجة للخريجين المتميزين، وكل برامجها معتمدة اعتماداً عالمياً، وتضمن لخريجيها الاتجاه للسوق المحلي أو العالمي، وهناك شواهد كثيرة لخريجينا في السوق العالمي، كما تضمن للخريج استكمال دراسته العليا في افضل الجامعات في العالم، وهذا ما رأيناه على الواقع، من طلبتنا الذين تم ابتعاثهم للدراسة في الخارج، وهم مشهود لهم بالتميز.
• بالنسبة لأساتذة الكلية، ما مستواهم الأكاديمي وما حجم إنتاجهم البحثي؟
- نبدأ من جودة عضو هيئة التدريس من الناحية الاكاديمية، حيث لدينا حرص شديد على أن يختار مبتعثونا أفضل الجامعات في مجال تخصصهم، ولدينا آلية واضحة وصارمة في اختيار الجامعة العالمية لاستكمال الدراسات العليا فيها، والكل يشهد لنا سواء من السوق المحلي أو الزائرين من خارج الكويت بجودة وكفاءة اعضاء هيئة التدريس من الناحية الاكاديمية.
أما من الناحية البحثية، فالجامعة بشكل عام تدعم البحث العلمي، وتؤكد حرص عضو هيئة التدريس على أن يقدم الابحاث العلمية سواء النظرية أو العملية التي تتعلق بحاجة الدولة.
أعضاء هيئة التدريس في الكلية حسب الاحصائيات الأخيرة متميزون وانتاجهم البحثي متميز، ونستطيع قياسه في أمور عدة، أحدها الترقيات التي نراها باستمرار، والتي اساسها مبني على البحث العلمي، فأعضاء هيئة التدريس من صميم مهامهم البحث العلمي، ويؤدون هذه الجزئية بشكل متميز وينشرون أبحاثهم في مجلات عالمية محكمة، وكثير من النشر الذي نراه في مجلات عالمية ومؤتمرات لها قبول وصدى عالمي متميز جدا.
• ما الرؤية المستقبلية التي تحملونها لكلية الهندسة؟
- الرؤية المستقبلية للكلية تنبع من الرؤية العامة لجامعة الكويت، فنحن صرح أكاديمي واحد، وبالتالي يجب أن تكون الرؤى متوافقة، فرؤية جامعة الكويت أن نكون الصرح الاكاديمي الافضل من ناحية الاثر محلياً في سوق العمل، وفي الهندسة ننظر إلى المستقبل لتعزيز نقاط التميز، ورؤيتي ان التميز يبدأ بالشفافية وارساء قواعد العدالة والتنظيم في الكلية.
في المستقبل القريب سنؤسس بعض القواعد واللوائح التي تسهل التميز في الاداء التدريسي والبحثي والأكاديمي وخدمة المجتمع، وسنحرص على أن أعضاء هيئة التدريس وطلبة الكلية يتشاركون في هذا التميز كل حسب اختصاصه، وسنكون حريصين على قياس الاداء والميكنة.
اما من الناحية الاكاديمية سيكون هناك محفزات للعمل البحثي والاستشاري والاكاديمي، وهذه المحفزات ستترجم عن طريق مقترحات ولوائح يقرها مجلس الكلية ثم تنتقل الى مجلس الجامعة لاعتمادها وستكون دافعا لجميع المنتسبين للتميز كل في مجاله.
• أين الربط بين الجانب البحثي وسوق العمل في الكويت؟
- حقيقة هذا الأمر موجود، وإحدى مشاكل الجامعة أنها لا تتحدث عن نفسها كثيراً، ونحن مقلون إعلامياً، لكن بشكل دوري لدينا ربط بين العمل البحثي والاستشاري والاكاديمي مع سوق العمل.
ومثال على ذلك لدينا كورسات التدريس الميداني ينتقل فيها الطالب الى الجهات المختلفة في الدولة لمعرفة اجواء العمل في الميدان، وهذا يؤدي الى امر ايجابي من اتجاهين، أحدهما ان الطالب يتعلم طبقاً لاحتياجات سوق العمل بشكل واقعي وتحدياته واشتراطاته، والاتجاه الآخر أن سوق العمل يرى امكانات الطلبة الأكاديمية والفنية التي تخدم توجهاته وكثيراً من الطلبة يتم طلبهم للعمل في بعض الجهات التي يتدربون فيها.
• هل تمثل الجامعات الخاصة تحدياً لكم؟
- نرى وجود الجامعات الخاصة هو تحد حقيقي لنا لتقديم الافضل، فهو ليس تحدياً مع جهة معينة بل هو التحدي مع النفس، فما تعتبره اليوم جيداً، يجب أن تعتبره أقل من الجيد في المستقبل، ويجب أن تسعى للافضل.
إن التحديات عملية مستمرة ملحوظة في عمل الكلية لتحسين الوضع على كافة المستويات، في الابحاث والبعثات والتدريس وتطوير المناهج واتجاه ابحاثنا للعالمية، بالاشتراك مع جامعات عالمية مرموقة، وفي كل سنة نشدد على طلبة البعثات لتقديم الافضل، ونتمنى أن يكونوا افضل منا، كما في المثل (ودك عيالك يكونون افضل منك) فهذا هو المبدأ لدينا، دائما نرى ان اعضاء هيئة التدريس الجدد يجب ان يكونوا افضل من السابقين لانه سيحمل الراية الى الافضل والاعلى اكثر منا.
توسع في البرامج والأنشطة وتعاون مع جهات بحثية خارجية
حول المبنى الجديد للكلية في مبنى الجامعة بالشدادية، ذكر السلمان أن الدولة تكفلت بنقل جامعة الكويت من مواقعها المختلفة إلى موقع الشدادية في مدينة صباح السالم الجامعية، وبلغ حجم كلية الهندسة في الشدادية ضعفين أو أكثر من حجمها في الخالدية، وهذا أعطانا فرصاً وإمكانات لم تكن موجودة سابقاً، وهذه الفرص والامكانات ترجمت وستترجم الى التوسع في مجالات عدة.
وأشار إلى «أن مبنى الكلية مهيأ لاستيعاب 1200 طالب وطالبة كل عام، كذلك هناك توسع في البرامج التعليمية والانشطة التدريسية، فلدينا مختبرات متخصصة اكثر ومتوسعة اكثر في الامور الاكاديمية، والطلبة سيكون لديهم خبرة اكثر من السابق في التجارب العلمية».
وأضاف «لدى الكلية عدد كبير من المختبرات البحثية، أكثر بكثير من موقعها السابق في الخالدية، وهذا سيؤدي إلى إنتاجية بحثية كبيرة، وسيعطينا فرصاً للتعاون مع جهات بحثية خارجية، وسيكون هناك مراكز بحثية عالمية داخل حرم الكلية».
تدريب 500 طالب على البرمجيات
تطرق السلمان إلى خدمة المجتمع، قائلاً «سنتوسع في ما بدأناه من خدمة المجتمع داخل الحرم الجامعي من عدة اتجاهات، فالجانب الأساسي عن طريق مكتب الاستشارات والتدريب، وهذا تم تفعيله هذا العام في بداية شهر مايو الماضي، وهذا سيعطي بعداً كبيراً لاشراك المجتمع بالخبرات العلمية والعملية الموجودة لدى اعضاء هيئة التدريس، كما تتم مساعدة وحدات المجتمع المختلفة لتنظيم اعمالها المرتبطة بأهداف الكلية، فلدينا هذا الصيف شراكة مع (كودد) أشهر شركات تعليم البرمجة منحناها قاعات تدريسية لتدريب طلبة الثانوية العامة دون مقابل، وهذا له أثر كبير على انتاج مجتمع برمجي في ظل الاتجاه للتحول الرقمي في المجتمع، حيث بلغ عدد المتدربين اكثر من 500 طالب في هذا المشروع خدمة للمجتمع، وهذه الامثلة ستزداد في المستقبل القريب».
تطبيق «الأيزو» في الإدارة
بالنسبة للجانب الاداري في الكلية وتطبيق نظام «الايزو»، أكد عميد كلية الهندسة والبترول «أن الأيزو عملية تنظيمية للعمل الاداري، تضمن الشفافية والقدرة على الحكم على المدة الزمنية للمعاملات الادارية وحوكمة الادارة، نهدف من الايزو كخطوة جزئية لميكنة الاعمال وهذا هو الاهم لدينا، فنحرص على أن تكون نتائج الاعمال خلال العامين المقبلين في دعم الميكنة بشكل كبير جدا».
وقال «سنبدأ بميكنة الاعمال في مكتب عميد الكلية، ثم ننتقل الى الكلية بشكل عام، ثم ننتقل مع الجهات الخارجية، وسيكون الأيزو الاساس للميكنة لدينا».
كل جهات الدولة تطلب الاستشارة من الكلية
أوضح السلمان أن كثيراً من جهات العمل تطلب المشورة البحثية من الكلية، ويتم تشكيل لجان ثم تترجم نتائج اللجان إلى ابحاث واكبر دليل على ذلك أن هناك اتفاقية مستمرة منذ سنوات مع شركات القطاع النفطي، وهذه الاتفاقيات لها آلية واضحة، وتنقل فيها الخبرات لحاجة سوق العمل.
وأضاف: أما من الناحية الاستشارية وهذا هو الارتباط المباشر بين أعضاء هيئة التدريس وسوق العمل، فكل جهات الدولة سواء الحكومية أو الخاصة تتوجه لكلية الهندسة لطلب الاستشارة، ويتم تشكيل فرق من الخبرات لدعم هذه الجهات ولدينا شهادات من هذه الجهات وحتى من السلطة القضائية التي تستعين دائماً بخبراء من الكلية لتقييم المشاريع التي حصل فيها خلاف هندسي.