وقعت اختبارات نهاية العام الدراسي 2021- 2022 أمس، برداً وسلاماً على طلبة الصف الثاني عشر، الذين عبروا يومها الأول بارتياح في اختباري الرياضيات واللغة الفرنسية، إلا أن بعض لجان المراكز المسائية، سجلت محاضر غش محدودة، فيما تابعت القيادات التربوية آلية سير الامتحانات في المناطق التعليمية كافة، عبر جولات تفقدية شملت لجان البنين والبنات.

وفيما تفاوتت درجة صعوبة الاختبارين بين الطلبة، رأى بعضهم سهولة الأسئلة، بينما آخرون شكوا من غموض بعضها.

لا مستقبل للغاش

وتمنى وزير التربية وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور علي المضف التوفيق والسداد للطلبة خلال فترة الاختبارات، داعياً إياهم إلى «الابتعاد عن الغش، لأنه لن يأتي من ورائه سوى المستقبل غير الواعد للطالب في الاختبارات، وحياته المستقبلية بشكل عام».

وقام المضف بجولة تفقدية على مجموعة من المدارس، للاطلاع على سير الاختبارات النهائية لطلبة الصف الثاني عشر للقسمين العلمي والأدبي، وشملت ثانوية رزينة بنات التابعة لمنطقة الفروانية التعليمية، وثانوية صباح الناصر الصباح التابعة لمنطقة الجهراء التعليمية.

وأكد المضف، أن وزارة التربية بجميع القياديين والمعلمين والإداريين العاملين فيها، قاموا بتسخير الإمكانيات والجهود كافة، لتوفير سبل الراحة والبيئة المناسبة للطلبة، لأداء الاختبارات بكل راحة وسهولة.

وأشاد المضف بدور الإدارات العامة للمناطق التعليمية وإدارات المدارس، وجهودها في تجهيز لجان الاختبارات، ومتابعة وصيانة المدارس، والسعي لتذليل العقبات والصعوبات كافة، أثناء فترة الاختبارات، معرباً عن أمله بالاحتفال مع أبنائه الطلبة بالنتائج الجيدة، التي ستحدد مستقبل الطلبة في الحياة الأكاديمية و المهنية.

وحث الطلبة على بذل الجهد في المذاكرة والاستعداد الجيد للاختبار والالتزام بالأنظمة واللوائح المتبعة في المدارس، مشدداً على تجنب الغش أثناء الاختبارات، الذي قد يعرض الطالب للحرمان من الاختبار، متمنياً لهم التوفيق والنجاح.

الكتاب المدرسي للمذاكرة

من جانبه، شدد وكيل وزارة التربية الدكتورعلي اليعقوب، على ضرورة التزام الطلبة بالكتاب المدرسي أثناء المذاكرة، وعدم الاعتماد على المذكرات الخارجية، مؤكداً أن الأسئلة تأتي من الكتاب المدرسي، وبنوك الأسئلة المحملة على موقع الوزارة بصيغتها الكاملة والصحيحة، فيما تتضمن المذكرات الخارجية معلومات ناقصة أو مجتزأة، وبالتالي تؤثر على إجابة الطالب خلال الاختبارات.

وطمأن اليعقوب في تصريح عقب جولة تفقدية في لجان اختبارات الجابرية والسلام في جنوب السرة، أن «المؤشرات الأولية لانطلاق اختبارات الصف الثاني عشر مطمئنة وتسير بسلاسة دون عوائق تذكر حيث تم التواصل مع كافة المناطق التعليمية وموجهي عموم المواد الدراسية لمعالجة أي ملاحظات في شأنها».

وأوضح أن الإدارات المدرسية اتخذت الإجراءات كافة لتطبيق اللوائح والنظم، وتحري الدقة في محاضر الغش عند ضبط أي حالة، بحيث يكون المحضر مستوفياً الشروط كافة، من دون أي إرباك داخل لجان الاختبار.

وتفقد الوكيل المساعد للتعليم الخاص والنوعي الدكتور عبدالمحسن الحويلة، يرافقه مدير إدارة مدارس التربية الخاصة علي العتيبي، ومراقب الشؤون التعليمية عبدالرحمن خريبط، عدداً من مدارس التربية الخاصة للطلاب ذوي الاعاقة.

وأكد الحويلة حرص الإدارات المدرسية على توفير السبل كافة والإمكانات اللازمة التي من شأنها تهيئة الأجواء المناسبة لأبنائنا الطلبة والطالبات.

هدوء ويسر وأريحية

بدوره، أشار مدير منطقة حولي التعليمية وليد الغيث، إلى تجهيز 20 لجنة لاستقبال الطلبة في مدارس حولي، وتوفير متطلباتها كافة، من كوادر بشرية وأثاث طلابي وأجهزة تكييف وإنارة، إضافة إلى «توفير أجواء الاختبار المريح للطلبة، حيث مر اليوم الأول الأول بكل هدوء ويسر وأريحية والحمد لله».

وبين الغيث أن عدد الطلبة الذين دخلوا الاختبارات في لجان حولي بلغ 7096 طالباً وطالبة بواقع 5248 في القسم العلمي و2048 في الأدبي.

تشدد في التفتيش والمراقبة... وسنابات غش محدودة

لم تخلُ بعض لجان الثانوية العامة أمس من الإجابات النموذجية، التي كانت تجوب على الطلبة عبر تطبيقي سناب شات وواتس آب، لكن وفق نطاق محدود جداً، فيما كان التشدد في التفتيش والمراقبة، الصفة السائدة في الاختبارات التي شملها تدوير رؤساء اللجان، بعد عامين من تعليقه بسبب الأزمة الصحية.معلمات صفوف النقل: رفعنا

النتائج... فلماذا حضورنا؟

كشفت مجموعة معلمات في صفوف النقل عن الانتهاء من تصحيح اختبارات العاشر والحادي عشر، ورفعها على موقع الوزارة منذ يوم السبت، وتساءلن «فما الفائدة من حضورنا؟»، مؤكدات لـ «الراي»، أن «دوامنا الآن بلا معنى في اختبارات الصف الثاني عشر لأننا غير مكلفات»، راجيات إعادة النظر في التقويم الدراسي وتعطيلهن قبل العطلة المقررة حتى 4 يوليو المقبل.

«النزاهة»: خطر على مستقبل الكويت تحول الغش المدرسي إلى ثقافة عامة

أعربت جمعية النزاهة الوطنية عن قلقها الشديد، من تحول ظاهرة الغش في الاختبارات المدرسية، من مجرد ظاهرة عابرة إلى ثقافة عامة، وسط ضعف تدابير الأجهزة الحكومية، ما يشكل خطراً على مستقبل الكويت، يتجاوزالخطر الأمني والمخاوف الاقتصادية.

وإذ أكدت الجمعية في بيان، على انه لا يوجد أخطر من تنشئة جيل يتعلم مبادئ الفساد في مؤسسة حكومية، يُفترض أن تعلمه الأخلاق والقيم الفاضلة، طالبت أن تظهر الأجهزة الحكومية خطوات جادة لمكافحة ثقافة الغش في الاختبارات، من خلال:

1 - رقابة شديدة على اجراءات الاختبارات، من انتقاء فريق من الأساتذة والموظفين الأكفاء الأمناء للإعداد للاختبارات، مروراً باجراءات الطباعة، وانتهاء بتوزيع الاختبارات، مع الحرص على عمل نماذج مختلفة للاختبارات.

2 - في حال تسرب الاختبارات، يجب أن تُشكل لجان تحقيق محايدة، من خارج وزارة التربية، للتحقيق مع الأطراف ذات الصلة، للتعرف على مكامن الخلل لإصلاحه، ومحاسبة ومعاقبة المقصرين.

3 - تزويد المدارس بوسائل تكنولوجية حديثة للكشف عن الأدوات المستخدمة في الغش.

4 - التعامل مع أدوات الغش من سماعات وأجهزة تكنولوجية، على أنها أدوات جريمة، تستوجب التحقيق مع الطالب وولي الأمر للاستدلال على كيفية الحصول عليها.

5 - إدراج الأدوات المساعدة على الغش من سماعات وأجهزة تكنولوجية في القوائم الممنوعة من الاستيراد.

6 - تفعيل فرق الرقابة والتفتيش الميدانية لضبط المحلات المخالفة.

7 - إحالة المواقع الإلكترونية التي تبيع الأدوات المستخدمة في الغش من سماعات وأجهزة تكنولوجية، للنيابة العامة.

8 - تطوير أدوات القياس والتقويم في المدارس، وعدم اقتصارها على الاختبارات.

9 - تنظيم حملات إعلامية لترسيخ قيم نزاهة التعليم، لزيادة وعي الطلبة وأولياء الأمور بخطورة التساهل في فساد القطاع التعليمي والغش، تشترك بهذه الحملات وزارات التربية والإعلام والأوقاف والهيئات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني المعنية بالتعليم والشباب والأسرة.