قال رئيس اللجنة الفنية في الدورة 13 لمهرجان أيام المسرح للشباب الكاتب بدر محارب إنه ضد تأجيل المهرجانات المسرحية لأيّ سبب كان، «بل ينبغي إقامتها سنوياً، حتى وإن تراجعت القيمة الفنية للعروض المتنافسة، وذلك حتى لا يفرح أعداء المسرح بغيابها، وهم يتصيدون أيّ لحظة ضعف أو سقوط، وتأجيل المهرجان أو الغاء إحدى دوراته سيكون دافعاً لمزيد من التأجيلات، ما يضعنا في المستقبل أمام تحد أخطر، وربما إلغاء المهرجان ككل، وهو ما لا يقبله المسرحيون».

كلام محارب جاء رداً على سؤال حول إمكانية تأجيل المهرجانات المسرحية في حال عدم جهوزيتها، وذلك في جلسة حوارية عُقدت أول من أمس، في المركز الإعلامي التابع للمهرجان، وأدارها الزميل مفرح الشمري.

وأوضح أن اللجنة الفنية التي يرأسها، وتضم كلاً من المخرج عبدالعزيز صفر والكاتبة تغريد الداود والممثل علي الحسيني ومهندس الديكور أحمد البناي، كانت قد تلقت 11 نصاً قُبيل انطلاق المهرجان، وتم اختيار 6 منها، قبل انسحاب إحدى الفرق لتصبح 5.

ولفت إلى أن أهم ما يُشترط توافره في النصوص التي يتم الاتفاق عليها، هي أن تُحقق الحد الأدنى من معايير النص المسرحي، لناحية أبعاد الشخصيات والحوار والقصة وغيرها من الأمور، مؤكداً أن اللجنة تعمّدت اختيار أفضل النصوص مهما قلّ عددها، عوضاً عن اختيارها كلها ومن ثم تصبح المنافسة ضعيفة.

وحول شروط التقدم للمسابقة والمشاركة بالمهرجان، أشار محارب إلى أن باب المنافسة مفتوح للجميع، مبيناً أن النصوص المقدمة جميعها كانت لكويتيين، عدا نص «ذاكرة صفراء»، فهو من تأليف الكاتب السعودي عباس الحايك.

وتابع: «اللجنة الفنية شاهدت البروفات الأولية للمسرحيات، وكانت من دون إضاءة وأزياء، ولكن أثناء البروفات العامة كنا نتابع أدق التفاصيل مع مخرج العمل، حتى العناصر الغائبة كان يتم مناقشتها وتسجيل ذلك في محضر الاجتماع، وإعطاء اللجنة توصياتها، وهي توصيات فنية على المخرج الأخذ بها من عدمه، حسب رؤيته الفنية ووفقاً لحريته، ولكنها نصائح مهمة من أعضاء اللجنة الفنية، الذين تتوافر لديهم الخبرة والدافع نحو إنجاح العروض التي وقع عليها الاختيار».

وحول عدم التزام المخرجين بالنصائح، ردّ محارب: «لا أريد أن أسميها غطرسة من المخرجين الشباب، فربما يكون لديهم رؤية خاصة، ونحن نتيح لهم الفرصة كما نطالبهم بالاطلاع على المهرجانات الكبرى والعروض المسرحية في الدول المجاورة وحول العالم أيضاً، ليكون تمسكهم برأيهم عن رؤية حقيقية وعن دراية ووعي بأساسيات المسرح السليم».

وأضاف محارب أنه لا يؤيد مشاهدة البروفة النهائية قبل العرض، لأن رقابة اللجنة الفنية قد تُصيب الفنانين بالقلق ولا تمنحهم الحرية الكاملة للتحرّك بأريحية على المسرح.

وحول تقديم النص ذاته في مهرجانات مختلفة، أجاب: «يجوز وفقاً للائحة، بشرط تقديم النص برؤية إخراجية جديدة، وأن يكون الطاقم الفني مختلفاً، وهو ما حدث مع مسرحية (صالحة) للكاتب أحمد العوضي والمخرج بدر الشعيبي، والتي تم تقديمها في المهرجان برؤية مُغايرة».