يغنّي لجميع الفنانين وفي مقدّمهم جورج وسوف
كارلوس لـ «الراي»: أتجنّب الظهورَ الإعلامي تفادياً للإيقاع بي
الفنان كارلوس من الأصوات اللبنانية التي استطاعتْ أن تحجزَ مكاناً دائماً في المَشهد الغنائي، مستنداً إلى شخصيةٍ فنية تَجمع بين البساطة والعفوية والقدرة على نشر الفرح في الأغنية. كما أنه يملك خامة صوتية قوية ويَعتمد على الحضور والطاقة والتلوين في الأداء ويتمتّع بقدرة على التحكم في الإيقاع والتقطيع الصوتي بطريقة تجعله مناسباً لأداء كل أنواع الغناء.
ويقول كارلوس لـ «الراي» إنه تربطه علاقة قوية بكل الفنانين ويغني لهم من دون استثناء، ولكنه بعيد عن الإعلام ويكتفي بتقديم نفسه من خلال فنه بعيداً عن الضجيج الإعلامي.
ورغم إطلالاته الإعلامية النادرة، أجرتْ «الراي» مع كارلوس الحوار الآتي:
• مَن يتابعك يعرف أنك فنانٌ صاحِب صوت جميل وقريب من كل الفنانين، لكنك بعيد عن الإعلام إمّا لأنك مُستبعَد عنه أو بسبب رغبتك في عدم الظهور وكأن هناك قطبة مَخْفية تَحْكُمُ علاقتَك به؟
- سأخبرك عن هذه «القطبة المخفية». أنا لا أحب الإعلام كثيراً، ليس لأن لديّ مشكلة مع الصحافيين، لكنني لا أحب الإطلالات عبره.
• تَقصد أنك لا تحب الظهور الإعلامي؟
- نعم، لا أحب الظهور، ولا الكاميرا، ولا تَداوُل أخباري. كما هو معروف، إحدى القنوات عقدت اتفاقاً مع كل الفنانين، وعُرض عليّ هذا الاتفاق: تَدفع مبلغاً سنوياً، ونحن نغطّي كل أعمالك، ونتابع مقابلاتك، ونتحدّث عنك على «السوشال ميديا»: «الفنان كارلوس خرج من البيت... الفنان كارلوس دخل إلى البيت»، وأنا لا أحب ذلك، بل أفضّل أن أدخل بيتي وأخرج منه كأي إنسان عادي.
• هل لأنك تشعر بأن كثرة الظهور تَحرق الفنانين؟
- كما نلاحظ، كثرة الظهور تُوقِع الفنانين.
• وكيف تُوقِعهم؟
- مثلاً، يمكن أن يُطرح على الفنان سؤال سياسي فيتورّط، أو سؤال حول حياته الخاصة يسبّب له أزمة. لستُ من نجوم الصف الأول، ولكنني قريب من الجميع. أقوم بعملي على أكمل وجه، ولا يوجد في رصيدي الكثير من الأعمال كي أتحدّث عنها، ولذلك ليس لديّ ما أقوله في حال ظهرتُ في الإعلام!
• لكن الظهورَ يشكل جزءاً مُهِمّاً من انتشار الفنان وليس بالضرورة أن تُظْهِرَ حياتَك الخاصة إلى العلَن؟
- أطلّ بين فترة وأخرى و«بعمل خبْطة». وقبل نحو شهر ظَهَرْتُ في حلقة مع جورج وسوف وملحم زين وكانت حلقة تعوّض عن 600 ظهور إعلامي. تكفي الإطلالة من منزل الوسوف والغناء معه لأنه ليس بمقدور الجميع أن يفعل ذلك.
• من المهمّ أن تجلس في منزل جورج وسوف وتغنّي معه، لكن كل فنان لديه فنّه وهويّته وشخصيته المستقلة؟
- خلال الفترة الماضية شاركتُ في مقابلتين أو ثلاث مقابلات «بودكاست».
• يبدو أنك مقتنع بهذا النهج مع أن جمهورك كبير جداً؟
- نعم، لديّ جمهور كبير أحبّه ويتابعني وأتواصل معه، كما تربطني علاقة صداقة بعدد كبير من الإعلاميين وأظهر معهم. لكنني لا أحب الكاميرا والمقابلات.
• هل لأننا في زمن المغالاة في نشْر الأخبار الزائفة عبر «السوشيال ميديا»؟
- اليوم، الكل يَنشر من دون التأكد من الخبر. مثلاً، فاجأني أحد الإعلاميين في المكان الذي أغنّي فيه بسؤالٍ مُباشَرٍ بالصوت عن رأيي بما حصل مع وائل كفوري، وفي النتيجة إذا أَجَبْتُ مشكلة وإذا لم أُجِبْ فمشكلة أكبر.
• هذا صحيح لأنك قريب من كفوري؟
- صحيح أنني قريب، لكن لا يحقّ لي أن أتكلم عنه.
• تَقصد أن الإعلاميّ كان يريد «سكوب» على حسابك؟
- إذا أراد «سكوب»، لا مشكلة، لكن لا «يُدْخِلْني بالحيط».
• وأنتَ بماذا أجبتَ؟
- قلتُ له: «يا جبل ما يهزّك ريح» والحمد لله مَرَّتْ. إلى ذلك، يحاول البعض أن يحشرني بسؤالٍ عن رأيي في موضوع فضل شاكر فيكون الرد «يا خيي شو بعرّفني أنا»!
• هذا يعني أنك تفضّل أن يبقى الفنان في برجه كما تفعل السيدة فيروز؟
- هذا مؤكد، لأن بعض الصحافيين يمكن أن يورّطوا الفنان، إما بهدف الأذية أو نتيجة قلّة الخبرة «بيسأل سؤال أقلّ من سخيف»، ويكون الجواب أسخف من السؤال و«يقع» الاثنان. علاقتي جيدة بكل الصحافيين وأحبّهم جميعاً، وعندما تَسنح لي الفرصة للظهور في برنامجٍ راقٍ لا مانع عندي أبداً، ولكن ليس بالضرورة أن أطلّ دائماً كي أُسأل عن رأيي بفضل شاكر أو عن ركوع ماجدة الرومي أمام فيروز، لأنني إذا قلتُ إنها تَصَرَّفَتْ في شكل جيد يحتجّون وإذا قلتُ العكس سيحتجّون أيضاً.
• ألا تَهمّك الشهرة والانتشار عربياً؟
- أنا منتشر عربياً وأحيي حفلات في كل الدول العربية. وأخيراً كانت لي حفلات في دبي، أبو ظبي، الأردن، قطر وسورية، وقريباً سأقوم بجولة فنية في أميركا، فضلاً عن حفلات «بونتا كانا» و«ستارز أون بورد» مع المتعهّد يوسف حرب.
• كثيرون لا يعرفون الكثيرَ عن نشاطك الفني لأن أخبارَك قليلة؟
- أنشر نشاطاتي الفنية على حساباتي على «السوشيال ميديا»، ولديّ 200000 مُتابِع وكلهم حقيقيون.
• ما رأيك بالفنانين الذين لديهم مُتابِعون وَهْمِيّون؟
- لا علاقة لي بهم. كل إنسان يعيش حياته كما يحبّ، والمُهِمّ ألا نؤذي أحداً، ولا نتكلّم على أحد. الحمد لله، أحبّ كل الناس وأحترمهم سواء كانوا فنانين أو أشخاصاً عاديين وهم يبادلونني الشعورَ نفسَه.
• يبدو أنك بعيد عن حروب الفنانين والغيرة والمنافَسة غير الشريفة التي تحصل بينهم ومقتنع بما أنتَ عليه فنياً من نجاح وشهرة وانتشار...
- القناعة كنز. وأنا مقتنع بما وصلتُ إليه، كما أنني قريب من كل الفنانين وأحبهم جميعاً، وأتمنى لهم كل الخير والنجاح وأن يطرحوا أغنيات جميلة «تكسّر الدنيا» سنوياً أو حتى أسبوعياً وأنا مستعدّ لأن أغني لهم جميعاً.
• مَن هو أكثر فنان تحبّ أن تغنّي أعماله؟
- جورج وسوف.
•... وإلى جانب الوسوف؟
- أغنّي لكل الفنانين من دون استثناء: وائل كفوري، عاصي الحلاني، راغب علامة وآخَرين، وأقدّم على المَسرح كل الأغنيات الضاربة بناءً على طلب الجمهور لأننا نعمل في شكل يومي ومجبَرون على تلبية كل الطلبات.
• وعندما يَطلب منك الجمهور أغنيةً ليست على مزاجك؟
- هذا الأمر يحصل بالتأكيد، وأنا مضطرّ لأن أغنّيها.
• وما الأغنيات التي ركّز الجمهور على طلبها في الفترة الأخيرة؟
- كلها، حتى أنني أغنّي كل أغنيات الزمن الجميل وبينها «جانا الهوى» و«زيّ الهوى» وغيرهما.
• وهل هناك أغنية معينة يجب أن تكون حاضرة في كل حفلاتك؟
- أغنّي في حفلاتي لكل الفنانين ولكل الأذواق. وعادة أبدأ بالأغنيات الخفيفة ثم أرفع مستوى الحماسة عند الناس وأنتقل إلى الأغنيات التي فيها دبكة ورقص، وأختم بالأغنيات الطربية. أحرص على التنويع: هادئ، رقص، دبكة، طرب...
• هل صحيح أن أغنيات فضل شاكر كانت الأكثر طَلَباً في هذا الموسم؟
- هذا ما يُقال.
• حتى أن ملحم زين أشار إلى أن أعمال شاكر كانت الأكثر نجاحاً في الفترة الأخيرة؟
- يقولون ذلك، نعم.
• وهل ذوق جمهور الاغتراب في الغرب يتطابق مع ذوق الجمهور داخل لبنان؟
- نعم، طبعاً. كل المغتربين يقومون بزيارات للوطن، ويعرفون الأجواء جيداً، واليوم بوجود «السوشيال ميديا» كل شيء يصل إلى كل الناس بما في ذلك الأغنيات.
• طبعاً مع التركيز على الأغنيات الوطنية؟
- ليس بالضرورة، لكن في كل حفلة في الخارج يجب أن نغنّي للوطن، لأنه الرابط الوحيد الذي يَجْمَع المغتربين بلبنان، ويجعلهم يتذكّرونه ويَفرحون به.