«جميلة الثنائية مع كارلا حداد وأفْرح بها»
طوني بارود لـ «الراي»: «يَلّا نِدْبُكْ» شجّع الناس على الجلوس في بيوتهم
يتشارك الإعلامي اللبناني طوني بارود، جنباً إلى جنب مع زميلته كارلا حداد، في تقديم برنامج «يَلّا نِدْبُكْ» الذي يُعرض على قناة «MTV» بهدف معاودة إحياء التراث اللبناني من خلال الفولكلور الأشهر المتمثّل بالدبكة التي تشتهر بها «بلاد الأرز».
وتتنافس في البرنامج فِرَقٌ من مختلف المناطق اللبنانية، تقدّم عروضاً حيّة تُظْهِرُ جمال الدبكة وتَنَوُّعَ مَدارسها وقوةَ حضورِها في الذاكرة الشعبية وبين الأجيال. وتتولى مَهمة التقويم والتحكيم لجنةُ خبراء من المتخصصين في الفولكلور والموسيقى تضمّ عمر كركلا، نادرة عساف وربيع نحاس.
طوني بارود تحدّث إلى «الراي» عن «يَلّا نِدْبُكْ» وتجربته الإعلامية وعودته إلى الشاشة من خلال هذا البرنامج.
• في ظل الأزمات التي يمرّ بها لبنان ومحطات التلفزيون، ومعاناتكم كإعلاميين خلال الفترة الماضية... وهل اضطررتم للعودة ربما بتنازلاتٍ معيّنة؟
- من المهمّ ألا يَستسلم القيّمون على المحطات، بل أن يفكّروا في إحيائها، وهذا ما حدث مع ميشال المرّ صاحب محطة «إم تي في» وكان برنامج «يَلّا نِدْبُكْ» لتشجيع الناس على العودة لمُشاهَدة التلفزيون ولأن يجلسوا في بيوتهم ويَجتمعوا على مفهومٍ جميلٍ يهمّهم في التراث والدبكة بأبعادهما المتعددة، وهذا في رأيي يعيد الحياة للتلفزيون من باب الترفيه الراقي والأنيق والهادف معاً.
• المقصود أن الإعلاميين قد يَجدون أنفسهم مُجْبَرين على تقديم بعض التنازلات، لأن الفرص أصبحت قليلة ونادرة في حين أن العمل الإعلامي استمرارية؟
- كل شخص يتصرّف بحسب الظرف، والوضع، والبرنامج، وبحسب الهدف الذي يسعى إليه. ولا يمكنني أن أتحدث عن غيري، ولكنني شخصياً وبعد مرور 33 عاماً على عملي في المجال الإعلامي ما زلتُ موجوداً. التجربة الحالية ليست تنازلاً إطلاقاً، بل نحن نتعاون معاً لنُقَدِّم برنامجاً جيّداً، خصوصاً أن الظروف تَغَيَّرَتْ، والأيام لم تَعُدْ كما كانت سابقاً.
• ولماذا لم تحاول أن تجد فرصتك في الخارج أيضاً، بما أنك اسم معروف؟
- فرصتي موجودة وعملتُ في دبي وقدمتُ برنامجاً من 80 حلقة على المنصة الرقمية «Blinx» اسمه «فرصة ثانية»، كما أقدّم «بودكاست» وأنواعاً أخرى. وكذلك، قدّمت في أبو ظبي برنامجاً يتناول موضوعات ثقافية وإنسانية، ولا أعرف إذا كنتِ تقصدين العمل في محطة تلفزيونية معيّنة في الخارج.
• نعم هذا ما قصدتُه؟
- أحياناً تَحول الظروفُ دون أن تتاح الفرصة للإعلامي اللبناني للعمل في محطات الخارج، وأحياناً يفضّل أصحابُها مقدّماً أو إعلامياً أو شخصية من البلد نفسه الذي يُبث منه البرنامج.
• هل ترى أن الإعلامي اللبناني لديه «لَمْسَتُه الخاصة» التي لا يملكها أحد غيره، وهو ما زال متفرّداً في مجاله؟
- هذا الموضوع لم يَعُدْ يَهمّ كثيراً الآن. وبالنسبة إليهم، هم يريدون «لمسةَ» ابن البلد. مثلاً، في الإعلام المصري، مع احترامي الكبير للمصريين، يريدون نوعاً آخَر من الإعلام وبلهجةٍ وثقافة مختلفة. الكل أفضل مني ويوجد الكثير من الإعلاميين الجيدين، لكن لديّ خبرة طويلة في التلفزيون، في طريقة الوقوف والتقديم وهذه المهارات ليست متاحة دائماً. لكن الأمر يَعتمد على ما يريده البلد، ما يتطلّبه السوق، والاسم الذي يرغبون في التعامل معه.
• قدّمتَ تجارب ثقافية وإنسانية، هل تشعر بأن هذه التجارب تشبهك، أم أن ملعبك الأساسي هو برامج الترفيه؟
- البرامج الترفيهية متوافرة دائماً، وإذا لم تكن موجودة اليوم ستكون غداً. وبالنسبة إلى المسائل الثقافية والإنسانية، فلدي جمعية منذ 27 عاماً، وبالمصادفة قدّمتُ برنامجاً يتحدث عن ذوي الاحتياجات الخاصة وسُبُلِ مساعدتهم، وهذا من صلب اختصاصي واهتمامي.
• هذا صحيح، ولكن أين تُحَقِّق ذاتَك كإعلاميّ، بين البرامج الترفيهية والبرامج الثقافية والإنسانية؟
- ملعبي هو البرامج الترفيهية، لكن إذا كان محتوى البرنامج حواري عميق، فيمكن أن أقدّمه أيضاً. التلفزيون هو في الأساس للتسلية أكثر مما هو لشيء آخَر، والكل يعرف أي نوع من البرامج يَجذب المُعْلِنين.
• هل فكرة برنامج «يَلّا نِدْبُكْ» تعود لك بما أنك مغرَم بالدبكة؟
- طبعاً أنا مغرَم بالدبكة وأعيشها في دمي، ومع كل «قرْعة» طبل أكون في غاية الفرح. قبل انتفاضة 17 أكتوبر (2019)، كنا نخطط لتقديم برنامج مماثل من إخراج كميل طانيوس، وميشال المر وافَقَ وقال لي إنه يحب روح التحدي الموجودة في الدبكة والزجل، لكن توقف كل شيء عندما انفجرتْ الثورة.
لطالما فكّر ميشال المرّ بهذا النوع من البرامج، ولكن هذه المرة قام فريق «MTV» بابتكار «فورما» (صيغة) فكرة جديدة، بعدما طوّروها واشتغلوا عليها وآمَنوا بها.
• في ظل الواقع الصعب في لبنان، هل تشعر بأننا في زمن الإعلام السياسي أكثر من أي نوع إعلام آخَر؟
- كلا، ولكن الإعلام السياسي يسود لأن ثمة ظروفاً تَفرض ذلك، وهناك الكثير من البرامج السياسية الناجحة وهي موجودة، لكن الناس يحتاجون للتسلية أيضاً، ولهذا السبب تم إنتاج هذا البرنامج الترفيهي الكبير بميزانيةٍ ضخمةٍ جداً، وهو إنتاج لم يَحدث منذ فترة طويلة. وفي رأيي كل الناس من مختلف الأطياف يحبون التسلية. وفي الكواليس كانت الفِرَقُ المتنافسة من مختلف المناطق يجلسون معاً بكل تَفاهُم ومحبة، وكانوا رائعين ولم يتحدثوا في السياسة أبداً، بل كانوا يَجْلسون ويَضحكون معاً.
• كم عدد حلقات لبرنامج؟
- يجب أن يكون 11 أو 12 حلقة مبدئياً.
• وكيف تتحدّث عن ثنائيتك مع كارلا حداد، هل تشعر بأن هذا النوع من البرامج يتطلّب ثنائيةً أم تفضّل أن تكون لوحدك؟
- بل هو يتطلّب ثنائية. إنه أمر جميل ويُضْفي تنوُّعاً على البرنامج لأنه طويل ومتشعّب، ولو أنه كان ساعة لقلتُ إن شخصاً واحد يكفي لتقديمه، لكنه يمتدّ لساعتين ونصف الساعة أو ثلاث ساعات ويتحمّل هذا التنوّع.
وأودّ في هذا الإطار الإشادة بكارلا. وفي الأساس أنا قريب منها، ونحن نتحدث معاً طوال الوقت، وأشجّعها وأَفْرَح بها. وبعد الخبرة، أعتبر أن نجاح البرامج لا يكون على الهواء، بل قَبْله أي كيف نَتَصَرَّف ونُشَجِّع وكيف نكون إيجابيين خلف الكواليس، فكل هذا يَصنع البرنامج.
• وما دور لجنة التحكيم في إنجاح البرنامج؟
- دورُها كبير لأنها تتولّى تقييم المشتركين، وأعضاؤها يُبْقون على فِرَقٍ وتوضع أخرى برسْم تصويتِ المُشاهِدين.
• وكل أعضائها هم من الأسماء المعروفة والكبيرة في مجالها؟
- طبعاً وظهورهم ليس مجرد ظهور عابر.
• هل يحظى البرنامج بالمشاهدة في الخارج أيضاً، بما أن مضمونه هو الدبكة؟
- نعم، لأن الدبكة موجودة في العديد من الدول العربية لكن على إيقاعات وأغنيات أخرى. لكن الأغنيات التي نستخدمها معروفة لدى كل العرب كأعمال السيدة فيروز، الشحرورة صباح، نصري شمس الدين، ملحم زين، عاصي الحلاني وغيرهم.
• هل من الممكن أن تكون هناك مواسم من «يَلّا نِدْبُكْ»؟
- بالتأكيد، إن شاء الله، هذا رأيي.