كشف مؤسس فرقة مسرح الشباب المخرج القدير عبدالله عبدالرسول عن أنه بصدد توثيق رحلته مع الفرقة، منذ تأسيسها في مطلع الثمانينات، وحتى يومنا هذا، «لتكون مرجعاً للباحثين في تاريخها والحركة المسرحية الكويتية والعربية، التي كانت فرقة مسرح الشباب جزءاً أصيلاً منها».

جاء ذلك خلال «الجلسة الحوارية» التي جمعت عبدالرسول بالفنان عبدالعزيز المسلم، أول من أمس، في المركز الإعلامي لمهرجان أيام المسرح للشباب، لمناسبة مرور 40 عاماً على تأسيس الفرقة، وأدارها رئيس اللجنة الإعلامية مفرح الشمري، بحضور رئيس المهرجان رئيس فرقة مسرح الشباب المخرج محمد المزعل.

وأضاف عبدالرسول: «حكاية مسرح الشباب بدأت في الثمانينات كفكرة تحد وإصرار وإيمان بمواهبنا، فكان لدينا حلم أن نقدم ما يهم جيلنا من أفكار وطموحات، وكان أول المشاركين في تلك الحركة هما الفنانان عبدالعزيز المسلم وطارق العلي، وبالنجاح والوصول إلى الجمهور شعرنا بأن مشروعنا يكبر مع الوقت ويستمر ويثمر، ونحن في عمر العشرينات، وكان أول الداعمين لنا بقوة في ذلك الوقت هو رائد العمل التطوعي وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية الأسبق الراحل عبدالرحمن المزروعي».

وأكمل: «على مدى 4 عقود تطور المشروع، نتيجة إيماننا بالمسرح واحترامنا للجمهور، فكانت عروضنا تتمتع بالإقبال الجماهيري على شباك التذاكر، في أولى مراحلنا التي تكللت بالنجاح».

ولفت إلى أن مسرح الشباب عاصر 3 أجيال، هم المؤسسون وجيل الوسط والشباب، «ولذلك فقد أفرز أبرز نجوم الساحة المسرحية الموجودين الآن»، مؤكداً أن مسرح الشباب وبالرغم من التحديات التي يواجهها، فإنه قادر على تعزيز الساحة الفنية بمواهب جديدة ليكونوا صناع مسرح المستقبل، وإن كانوا سيواجهون تحديات أكبر لاستقطاب الغالبية العازفة عن المسرح في الكويت، والتي تصل إلى 95 في المئة من السكان، نتيجة ما تتوافر لديهم من بدائل ترفيهية، ولذلك فالشباب يحتاجون لمزيد من الدعم بأن يكون المسرح استراتيجية تتبناها الدولة.

«عجيب وغريب»

بدوره، قال المسلم إن مسرح الشباب أول مَنْ أعطاه فرصة البطولة، بعد أن كان عضواً في فرقة المسرح الكويتي من دون أن يحصل على فرصة للتمثيل، بل كان لا يغادر الكواليس ولا يستطيع أن يواجه الجمهور بدور يميزه، موضحاً أن المخرج عبدالرسول دعاه للمشاركة في أعماله الشبابية، وكانت أولى مشاركاته عبر مسرحية «عجيب وغريب» في الثمانينات، ثم انطلق مشروع التعاون بينهما في أعمال عدة.

وأوضح أن أهم ما يميز الكويت هو إيمانها برسالة المسرح، لاسيما وأنه رافد ثقافي يطور الإنسان، «ومن هنا جاء تأسيس المعهد العالي للفنون المسرحية».

وأكد المسلم أن مسرح الشباب نشأ كفكرة وليس كمؤسسة، كما هو الآن، مردفاً: «لم يكن لدينا وثيقة ولا عقد، ولكن كانت بيننا أفكار وشعور بأن هناك كياناً لمسرح الشباب، ورغم عدم حصولنا على مقابل أو أرباح لأعمالنا بالمسرح في بداياتنا، إلا أننا كنا نشتري التذاكر للجمهور من مالنا الخاص، لأنه كان هدفنا الأول والحقيقي».

وأضاف أن النجاح الذي حققته مسرحية «عجيب وغريب» دفعه لخوض المزيد من التجارب المسرحية، فبدأ الكتابة المسرحية والإخراج والإنتاج، لشعوره بأنه قادر على ذلك.

ومن هنا كانت بدايته كمنتج وفنان شامل، وبدأت موهبته في الظهور، خصوصاً بعد أن حصل وزميلاه طارق العلي وجمال الردهان وغيرهما على 6 جوائز عن مسرحية «مصارعة حرة».