بعد انقطاع قسري فرضته جائحة كوفيد - 19 لأكثر من عامين، عادت حفلات فبراير التي ارتبطت بالاحتفال بالأعياد الوطنية، بتنظيم من شركة روتانا للصوتيات والمرئيات.

واختارت الشركة المنظمة «أرينا مول 360» مكاناً للحفلات التي أتت بعنوان مهرجان «فبراير الكويت 2022 - العودة»، وكانت الافتتاحية تليق بضخامة الحدث، حيث أحيا حفل ليلة الخميس كل من «فنان العرب» محمد عبده و«أصيل الطرب» أصيل أبوبكر، فيما كان الجمهور على موعد ليلة الجمعة مع «قيثارة الخليج» نوال الكويتية والفنان القطري فهد الكبيسي، بمشاركة الفنان فهد السالم.

في الليلة الثانية، كانت نوال مشعة كنور الشمس، وتألق الكبيسي كعادته، فيما أبدع السالم، وبدأ الحفل بإطلالة المذيعة غادة الرزوقي، التي أشارت إلى مدى حرص القائمين على المهرجان على تواجد الأصوات الشبابية لدعمهم، فرحبت بالفنان فهد السالم الذي أطلّ مع المايسترو مدحت خميس، حيث أثبت استحقاقه الفرصة للوقوف على خشبة المسرح، إذ تمكن من جذب الجمهور له من خلال ما قدمه في فقرته الغنائية من مجموعة الأغاني المتنوعة الخاصة به، ولغيره من الفنانين، منها أغنيات «سمي الروح» و«حلم عمري» و«طاير من الفرحة» و«لربما»، إضافة إلى أغنية «فزيت من نومي» وغيرها.

الكبيسي... «نبع الوفا الصافي»

بعدها، أطل الكبيسي على جمهوره، يرافقه المايسترو مدحت خميس، حيث رحب بجمهوره من خلال أدائه أغنية وطنية للكويت حملت عنوان «نبع الوفا الصافي». بعدها خاطب جمهوره قائلاً «مشتاق لكم قد الدنيا، وسعيد بجمهور الكويت وبالكويت، وإني أرجع بمهرجان (العودة) مع روتانا اللي عطتني فرصة شوفتكم».

ثم حلق الكبيسي في فضاء أعماله الغنائية واختار مجموعة متنوعة، منها أغنية «تصدد» التي حظيت بتصفيق حار من الحاضرين، ثم أتبعها بأغنية «ماذا دهاك»، قبل أن يقدم أغنية من ألبومه الجديد بعنوان «شاغل التفكير»، والتي كان واضحاً من خلال أدائه لها رغبته في توثيقها والترويج لها في مهرجان ضخم ومن قلب الكويت.

بعد ذلك، ذهب الكبيسي إلى أغنية «وسم القلب»، وأخذ منها متنقلاً بسلاسة بين أغنية وأخرى، ومما قدم «أترامى»، «ما تشوفه عيوني» و«ليه أنا أهتم».

كما لم ينس ابن الدوحة أن يتغنى بأغنية «الحب أسرار» التي منحته شهرة واسعة، والتي تحظى كذلك بشعبية بين الجماهير، إذ رددوها معه وحرصوا على تصويرها بهواتفهم، وأيضاً أغنية «إلا الموت» التي لا تقل شهرة وشعبية عن سابقتها، إضافة إلى غيرها من الأغاني.

نوال... الصوت الدافئ

وكان ختام الليلة مسكاً مع «قيثارة الخليج» نوال، التي أطلت مرتدية فستاناً أسود اللون، يرافقها المايسترو هاني فرحات وفرقته الموسيقية، حيث أشعت على جمهورها كالجوهرة البراقة، وبصوتها الحنون الدافئ، قطفت من بستانها المليء بالفن الراقي من أجمل أغانيها القديمة والجديدة، وكانت البداية مع أغنية «لا شك ترضيني»، ثم «تفاصيل» التي نالت تصفيقاً حاراً كسابقتها.

بعدها، خاطبت جمهورها بالقول: «كل عام وأنتم بخير وكويتنا بخير وأفراحنا تكتمل ونعيش بأمن وأمان في الكويت. شكراً لحضوركم، ولهت عليكم، شرفتوني. شنو تبون تسمعون، تدللوا، راح أغني كل اللي تبونه حتى لو شوي شوي».

ثم حلقت كفراشة تقف على هذه الزهرة وتنتقل إلى تلك، وقدمت أغنية تلبية لطلب الجمهور بعنوان «مكانك مبين»، ومن بعدها «ضاقت عليك» التي علت معها أصوات الجمهور غناء. ومع حماسة الجمهور، اختارت أغنية «عرفت الناس» التي ألهبت الأجواء، ثم أغنية «فيني كثير» التي تعتبر واحدة من أعمالها الجديدة التي طرحتها في العام 2021.

وخلال فقرتها، طلبت نوال من جمهورها مشاركتها غناء أغنية كويتية قديمة تحمل عنوان «طال هجر الحبايب»، وأتبعتها بأغنية «تدري أنا وياك»، التي قدمتها من دون موسيقى. بعدها انتقت أغنيات «لا تغلط»، «طمني عليك»، «يا تاعبني»، «مثل النسيم» وغيرها العديد من أغانيها التي امتدت في تقديمها حتى الساعة الثانية والنصف صباحاً.

ليلة مميزة

وفي ليلة عبده وأصيل، التي افتتحت حفلات «فبراير الكويت - العودة»، فقد كانت مميزة وغير عادية، حيث شهد الحفل، حضور حشد جماهيري غفير، ممن تواجدوا في القاعة في وقت مبكر جداً، في حين حطت الفرقة الموسيقية بقيادة الموسيقار وليد فايد رحالها على خشبة المسرح في التاسعة والنصف، لتعلن عريفة الحفل رزوقي عن انطلاق الحفل في العاشرة مساء. البداية كانت مع «أصيل الطرب» الذي استهل فقرته بأغنية «ما وحشتك يا حبيبي»، حيث بدّل كلماتها لتصبح «ما وحشتك يا كويت»، ليخاطب الجمهور من بعدها: «وحشتوني، وسعيد بشوفتكم، وبشوفة أخوي الفنان نبيل شعيل الحاضر معنا الليلة».

ثم قدم أصيل إحدى أغنياته، التي لاقت أصداء واسعة النطاق لدى الجمهور الخليجي منذ سنوات طوال، وهي بعنوان «كثر الله خيرك».

كما لبّى طلب جمهوره حين شدا بـ«قصر حبك»، التي تفاعل معها الجميع، أتبعها بأغنية «من عيوني»، في حين ألهب المشاعر بأغنية «قالوا سألتي».

بعدها، صدح «الصوت الأصيل» بأغنية «الحي يحييك»، حيث أحيت الجمهور وأشعلت جذوة الحماسة في نفوسهم، خصوصاً عندما اعتلى صوت «الطار» و«المزمار»، قبل أن يلهج صوته بكل هدوء بـ«الكلمة الأخيرة».

ولم تنته وصلة الطرب عند ذلك الحد، بل أشعل أصيل المدرجات بأغنية والده الفنان الراحل أبوبكر سالم بأغنية «سر حبي»، في حين لوّح الجمهور بأعلام الكويت على وقع الأغنية الوطنية «يا أهل الكويت وحشتوني».

عبده... «كلك نظر»

بعد استراحة قصيرة، اعتلى «فنان العرب» خشبة المسرح ليحدث عاصفة من الهتاف والتصفيق في المدرجات، حيث أعرب في بادئ الأمر عن سعادته الغامرة بلقاء الجمهور الكويتي وزميليه الفنانين «بوشعيل» وأصيل.

ونجح عبده في تسخين الأجواء منذ الاستهلال عبر أغنية «كلك نظر»، ليقدم من بعدها «كثير اشتقت - القرار الصعب»، إذ تحمل في ثناياها كماً من مشاعر «الوله» بين المحبين.

وتنقل عبده في حدائقه الطربية الغنّاء ليقطف منها رائعة «ليه إذا حبيتك أكثر»، فأغنية «المعازيم» التي ألهبت الحضور، ثم «مجموعة إنسان»، تلتها أغنية «أخطيت في حقي».

نوال: ولهانة حد الثمالة

تحدثت نوال لوسائل الإعلام قبل صعودها المسرح، قائلة: «متوترة من الشوق والحب، معصبة الحين أنا، الشوق كبير جداً لأنه هذا الجمهور الذي تأسست عليه، هني بلدي وهني أهلي، وبالطبع ولهانة حد الثمالة. وفي حقيقة الأمر أتناول التمر قبل اعتلاء الخشبة حتى يعطيني طاقة».

وأضافت: «إلى جانب ذلك، أنا مريضة بداء السكري منذ 7 سنوات. (وتضحك قائلة: من العمارات والورث)، لهذا يجب أن آكل أي شيء فيه (حلا). وفي ما يخص ألبومي الغنائي، فهو في طور التحضير ولا أعرف موعد طرحه».

عبده: بلد التنوير في الخليج

لم يُخفِ الفنان محمد عبده توقه وفرحته لزيارة الكويت والغناء على مسارحها، واصفاً إياها بـ«بلد التنوير في الخليج»، كما أشاد بالجمهور الكويتي، واعتبره جمهوراً «سمِّيع».

وعلّق «فنان العرب» على بعض الطلبات من الجمهور لأغنيات قديمة، قائلاً: «لأن المسرح جديد وجميل، فالأفضل أن أقدم فيه أغنيات لم تقدم في مسارح أخرى»، فقدم «يا غالي الأثمان».