نتمنى عودة لبنان ساحة عربية حرة محايدة قادرة على استيعاب الجميع واحتواء الجميع وحب الجميع كما كان دوماً.

نحب لبنان كثيراً، ونتمنى السلامة للبنان الحبيب وأهله أجمعين، ولكن لا نحب الشيزوفرينيا السياسية، لا نحب مرض انفصام الشخصية عندما يضرب الديبلوماسية، فيحلق بنا إلى آفاق وهمية وافتراضية كلنا نعلم استحالة تنفيذها على أرض الواقع.

ما تداولته وسائل الإعلام اللبنانية عن زيارة وزير الخارجية الكويتي الشيخ د. أحمد الناصر والنقاط الاثنتي عشرة التي ينظر لبنان في تنفيذها هي في الواقع أمر خارج منظومة الواقع.

القرار 1559 الذي يجب تنفيذه وفق النقاط الـ12 يخص نزع سلاح حزب الله! (ابقى قابلني إذا نزع سلاحه)، والجزء الذي لم ينفذ بعد من اتفاق الطائف هو (حصر السلاح الشرعي بيد الدولة اللبنانية)، وأيضاً... «ابقى قابلني إذا حزب الله سلم الدولة سلاحه وقعد لهم جطل».

والبند السابع يتحدث عن (وقف كافة أنشطة الجماعات المناوئة لدول مجلس التعاون الخليجي)!... وهذا انفصام وانفصال جديد عن الواقع.

أما البند العاشر الذي يتحدث عن (بسط سيطرة السلطات الرسمية اللبنانية على منافذ الدولة كافة)! فقد ضحكت حتى استلقيت على ظهري وبانت أنيابي و«نواجذي» وأنا أضحك... ووددت أن أسأل... «منو بالله عليكم اللي راح يستلم المطار والمنافذ؟ هل هي الدولة اللبنانية؟ هل تصدقون هذا؟».

قرأت كثيراً عن العالم الافتراضي الذي تصاعدت أهميته في عالم «كورونا» لدى البشر، وقرأت في الاضطرابات النفسية كثيراً! ولكنني لم أتوقع أن أراقب تحركات سياسية تؤدي بنا نحن المتابعين إلى الاصابة بأعراض (نفس/سياسية) مثل الوهم واضطراب الاغتراب عن الواقع والفصام والذهان والأفكار المشوشة..على أمل التوصل إلى (لبنان الافتراضي) الذي ليس فيه «حزب الله»!

يا سادة يا كرام، «حزب الله» واقع، بل واقع كبير، وكلكم شاركتم في (عملقته) عندما كنتم تصفقون له منذ سنوات وسنوات... واليوم، «حزب الله» صار هو الواقع في لبنان، ولبنان الذي تأملونه هي دولة (افتراضية) قد تكون موجودة في خيالاتنا، ولكن لن تشاهدوها أبداً على أرض الواقع. والسلام ختام.