استجواب من هنا، وتصعيد من هناك، وتوتّر في الأجواء البرلمانية في مكان آخر، فهل وصل أداء المعارضة إلى هذا المستوى؟! استجواب لأي سبب، أم هو استجواب لمجرد الاستجواب، والرغبة في الظهور بمظهر النائب المتكامل في أدائه؟!، بينما هو يستخدم أدواته البرلمانية من دون تمييز حقيقي أو شفافية لمضمون الاستجواب أو الغرض المقرّر لأجله.

نعم للنائب الحق الدستوري في توجيه الاستجواب الذي يرغب فيه، فهو حقه الذي لا ينازعه فيه أحد مهما علا شأنه.

وبنظرة إلى صلب الموضوع في الاستجواب المقدم من النائب الفاضل شعيب المويزري لوزير الخارجية، فإنه في تقديرنا يبدو بعيداً عن المنطق، ولا يجانبه الصواب... سواء في هذا الاستجواب وغيره من الاستجوابات الأخرى، والتي في معظمها لم يدرّ على المواطن ومصلحته أي خير! بل كان وبالاً على الممارسة البرلمانية، إذ إن كثرة الاستجوابات - بطبيعة الحال - تفسد تلك الممارسة البرلمانية والسعي لما يحقّق مصلحة الوطن والمواطن، وفي هذا الصدد لابد لنا من أن نذكر بأنه ومنذ بداية هذا العام لم نشهد قرارات برلمانية حقيقية، يمكن أن تخدم المواطن بالدرجة الأولى، بل إن أكثر ما رأيناه في أداء المجلس هو جعجعة لم نجنِ منها سوى توتّر الأجواء وتسخينها لأهداف غير معلنة، وقد تكون أهدافاً لمصلحة انتخابية أو عرضاً إعلامياً في ضوء ما نشهده من تسابق للنواب الأفاضل، على إضافة أرصدة سياسية من خلال أكبر عدد من الاستجوابات، وهنا وفي ظل تلك الأجواء المتوترة، فإن المطلوب تقدير المواطن، والعمل على الهدف الأساسي الذي بناء عليه انتخبه هذا المواطن ليمثّله في البرلمان، بما يحقق طموحاته وآماله ويخدم مصالحه تحت قبّة البرلمان، وللأسف هذا الأمر لم يحدث بالشكل المطلوب!

ومن ثم لم نرَ فيما ورد في استجواب النائب الفاضل شعيب المويزري لوزير الخارجية، أي مصلحة للممارسة البرلمانية، رغم أن وزير الخارجية - المراد استجوابه - لديه من الإنجازات ما لا تعد ولا تحصى، وهذا ليس دفاعاً عنه أبداً، فهو ليس بحاجة لمن يدافع عنه، لأن أداءه وإنجازاته تغطي هذا الجانب بامتياز، فهو من بذل الجهد الكبير في إعادة المواطنين الكويتيين العالقين إبان بداية انتشار وباء كورونا المستجد، بناء على رغبة أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد طيب الله ثراه، وذلك من بداية إغلاق العالم بأكمله للأجواء في جميع أنحاء المعمورة، ولم يهنأ له بال حتى أنهى هذه المهمة المعقّدة والمتشعّبة، لدرجة أن أصبح الطائر الأزرق مضرب مثل في العالم.

ولو أردنا الخوض أكثر في موضوع الاستجوابات، وبسبب كثرتها، فإننا ومن هذا المنطلق، نرى أن الشعب يريد استجواب النوّاب على أدائهم في المجلس منذ بداية فصله التشريعي الحالي، ويطالبهم بتقديم كشف حساب عن الأداء والقرارات التي حقّقوها لخدمة مصلحة المواطن!

فالشعب يطالب النواب الأفاضل بالابتعاد عن الشخصانية والتكسب الانتخابي، الذي يمارسه البعض منهم. ويتعيّن عليهم الجدية أكثر نحو تحقيق ما يهمّ مصلحة الوطن والمواطن، ونسأل الله أن يزيل الوباء والبلاء عن العباد، والله الموفق.

Dr.essa.amiri@hotmail.com