لا تعكس الحركة الدؤوبة، في مداخل ومخارج أسواق المباركية، مخاوف زبائنها وعاشقيها من ارتياد المقاهي والمطاعم، فيفضلون التمشي على ولوجها... تلك الأسواق التي طالما واكبت الساعات الأخيرة للسنة، حيث يحتشد روادها حتى ساعات ما بعد منتصف الليل، لوداعها واستقبال أخرى جديدة، لن تلقي تحية الوداع، أو اللعنة الأخيرة، على «عام كورونا» الحافل بالمآسي.

وبغياب الأجواء الاحتفالية تماماً، نتيجة الظروف الصحية، تنضم أسواق المنطقة التراثية، بعبقها التاريخي إلى ضحايا «كورونا»... وربما آخرهم.

«الراي» رصدت الأسواق، عشية رأس السنة، وخرجت بمحصلة من الانطباعات والشهادات.

في البداية، اعتبر مدير مطعم دار جبلة مصطفى السعدني، أن «الأوضاع بالجمل لا تصلح للاحتفالات، فالجميع غير مهيأ لها، سواء من الزبائن أو من أصحاب المطاعم، الذين بالكاد نجوا من خطر الإغلاق والحظر الذي شلّ البلاد»، لافتاً إلى أن «الإقبال على المطاعم خفيف جداً، فمازال الناس يخشون الاختلاط أو الجلوس في المطاعم، فما بالك بمَنْ يريد الاحتفال».

وأشار إلى «إغلاق المطار بسبب الإجراءات الصحية، ما أدى إلى غياب الخليجيين الذين كانوا ينعشون السوق والمطاعم في العطل، وكما ترى الطاولات خاوية على عروشها، فلا سهرات ولا احتفالات».

على مدخل سوق الغربللي، يجلس أبوماهر صاحب مطعم طير الكناري، يقلّب كفيه ويشكو الحال من غياب الزبائن، وضعف الإقبال بسبب الإجراءات الصحية، إلى جانب الحديث عن سلالات جديدة من الفيروس، وإغلاق المطار والحدود البرية التي منعت وصول السياح الخليجيين، الأمر الذي أفسد الاستعدادات للاحتفال برأس السنة، التي ستمر مرور الكرام، من دون أي أجواء احتفالية.

من جانبه، قال أبوعلي وهو أحد العاملين في المطعم «شاهد الطاولات، لايوجد أي زبائن، هذا هو حالنا من بعد قرار فتح المطاعم، فالإقبال ضعيف جداً ولا يوجد مَنْ يرتاد المطاعم، لذلك فنحن لسنا مستعدين لاحتفالات رأس السنة، ناهيك عما يتداول من انتشار ما يسمى بالسلالة الثالثة، ما تسبب في تراجع الإقبال الخفيف أصلاً، الجميع لن يستعد للاحتفال برأس السنة الجديدة».

وأكد أن «أصحاب المطاعم يعانون من عدم القدرة على دفع الإيجارات؛ بسبب ضعف الإقبال وتراجع الإيرادات، وهذا شكّل ضغطاً كبيراً على أصحاب المطاعم».

من جانبه، قال راجيش وهو مدير مقهى، إن «الأجواء لا تسمح بالاحتفالات، فمثل هذه الأمور تجدها في منطقتي السالمية وحولّي، لأن طبيعة الأسواق القديمة لا تشجع على إقامة مثل هذه الاحتفالات»، لافتاً إلى المقهى يغلق أبوابه الساعة الواحدة صباحاً، ومع هذا لن تحتفل في رأس السنة، لأن الاجواء وما يصاحبها من وضع صحي سيئ، لا يساعد في تنظيم هذه الاحتفالات».

من جانبه، تمنى محمد سليم وهو مدير مطعم ومقهى، أن «تزول الجائحة التي تسبّبت بشلل كامل للمطاعم والمقاهي وحرمتنا من الأجواء الاحتفالية لرأس السنة، التي كنا نحتفل بها في السنوات السابقة، حيث تشهد إقبالاً كبيراً من السائحين من دول مجلس التعاون الخليجي والمواطنين والمقيمين من كل الأعمار، داعياً أن تعود الحياة إلى طبيعتها وتزهو أسواق المباركية بزوارها».

إغلاق وانتعاش للألبسة... والذهب مزدهر دائماً

• شهدت أسواق المباركية إغلاق عدد من المحال بسبب عدم القدرة على دفع الإيجارات وإحالة بعضها إلى المحاكم بسبب تخلفهم عن دفع الإيجارات.

• تسبّبت موجة البرد في إقبال كبير للزبائن على شراء الملابس الشتوية والجاكيتات بسبب رخصها وتنوع أشكالها.

• لوحظ ازدهار سوق الذهب، الذي يشهد إقبالاً كبيراً لشراء هدايا بمناسبة رأس السنة، رغم ارتفاع الأسعار.

عواد... ومقهى الدلالوة التراثي

يجلس عواد العنزي، الذي يعمل في إحدى الفرق الشعبية في مقهى الدلالوة التراثي.

يقول «لن يكون هناك احتفالات أو أي أجواء احتفالية، بسبب الأوضاع الصحية، فمنذ تفشي الوباء، لم نعمل ولم نشارك بأي احتفالات، بما فيها أسواق المباركية التي كانت تشهد في السابق احتفالات ورقصات وعرض للفلكلور الشعبي، ولكن كل هذه الأمور لن تحصل».