العمل والدعوة إلى الانفتاح على الآخرين وسيلة وغاية حميدة، تتوافق مع الفطرة السليمة والقيم والمبادئ الإنسانية، وهو ما أكدته رسالة خاتم الأنبياء سيدنا محمد، صلى الله عليه وآله وسلم.

فأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يقول: الناس صنفان، إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق.

وهو أيضاً ما أكدته المادة 7 من دستور دولة الكويت تحت باب المقومات الأساسية للمجتمع الكويتي، حيث نصّت المادة على أن العدل والحرية والمساواة دعامات المجتمع، والتعاون والتراحم صلة وثقى بين المواطنين.

وبالتالي فإن كل الجهود الساعية لتحقيق هذا الانفتاح، هي جهود مشكورة ويجب دعمها والمشاركة في مسارها خصوصاً تلك المبنية على أسس ومبادئ صحيحة.

ولعل من أهم عوامل نجاح هذه الجهود مشاركة جميع أطراف (المعادلة) بها بشكل متساو ومتبادل ومتواز، وإلا أصبح الموضوع (حُباً من طرف واحد!) وسيكون هذا بعيداً عن الانصاف ولا يحقّق الهدف المنشود.

وبإسقاط مصطلح (أطراف المعادلة) على مجتمعنا الكويتي، نجد أن أطراف المعادلة تلك تشمل على سبيل المثال لا الحصر: السلطة والشعب، المجلس والحكومة، القضاء والناس، الشيعة والسنة، المسلمين وغير المسلمين، المواطنين والمقيمين، الحضر والبدو، الإسلاميين والليبراليين... إلخ.

فانفتاح أي طرف من أطراف المعادلة على الآخر، يستوجب بالضرورة مبادرة - في المقابل - من الطرف الآخر، للانفتاح على ذلك الطرف.

ويتم ذلك عبر:

1 - الايمان بأننا في وطن يحضن الجميع، يتساوى فيه الجميع في الحقوق والواجبات.

2 - مواجهة دعاة الإقصاء ونبذهم في المجتمع، واتخاذ الإجراءات الدستورية والقانونية بحقهم.

3 - العمل بالدستور والقانون، بدلاً من تكييف الدستور والقانون لتحقيق مصالح.

4 - أن يكون الانفتاح دائماً ومنطلقاً من مبادئ وقيم، وليس لوجود مصالح مشتركة آنية بين الأطراف المشاركة، وبالتالي ينتهي أو «يركن هذا الانفتاح على جنب»، متى ما تقاطعت المصالح فيسقط مع أول اختبار حقيقي.

5 - أن (يفزع) كل طرف للآخر بما لا يخالف الدستور والقانون، بعيداً عن أي حسابات سياسية أو انتخابية أو عشائرية أو عرقية أو طائفية، فيشعر كل طرف بأنّ له (ظهراً) يحميه، من دون أن يحتاج هو لحماية نفسه.

6 - الإيمان بأن المشتركات بين الأطراف هي أكثر بكثير مما هو ظاهر على الساحة، ولكنها فقط تحتاج أن ينظر إليها بطريقة مختلفة متجردة من كل القيود النفسية، مع الأخذ في الاعتبار ما ذكرناه سابقاً حول الانفتاح المتبادل.

فإن لم يتم ما سبق، رجعنا أو استمررنا في الانغلاق!