منذ يومين احتشد مجموعة من الناس أمام السجن المركزي، وهُم يحملون لافتات احتجاجية مختلفة، تعكس امتعاضهم عما يزعمون حدوثه داخل أحد عنابر السجن المركزي، حيث حُبس داخل ذلك العنبر مجموعة من المدانين بالإرهاب المحبوسين بحُكم قضائي صدر بحقهم، وبعض أولئك المحتشدين تحدثوا عبر مقاطع انتشرت في السوشيال ميديا، عن معلومات دقيقة جداً حدثت على وجه التحديد في ذلك العنبر الذي ضم هؤلاء المحكومين المدانين بالإرهاب! ولقد ردت وزارة الداخلية في حينها عبر إعلامها الأمني، وذكرت أن قطاع المؤسسات الإصلاحية وتنفيذ الأحكام، قام بجولات تفتيشية مفاجئة على السجن المركزي، وضبط ممنوعات عند بعض نزلاء السجن المركزي ومنهم نزلاء ذلك العنبر.

ولقد لاحظت أن عبارة معينة كانت مكتوبة على أكثر من لافتة رفعها أولئك المحتشدون.

وهُنا لا بد أن نتساءل حمية وغيرة وخوفاً على هذا الوطن: كيف عَلم أولئك الناطقون في المقاطع بتلك المعلومات الدقيقة التي حدثت داخل السجن المركزي ؟! التي يفترض أن تكون معلومات تحيطها السِرية والأمانة الوظيفية! وعن أُولئك المحتشدين مَن أبلغهم وجمعهم وخطط لهم ونظمهم ثم حشدهم أمام السجن المركزي؟!

في الحقيقة، هذا الأمر لا يُسكت عنه أبداً، أن تخرج مجموعة محتشدة أمام أحد أهم المواقع حساسية وخطورة في البلد وهي ترعد وتزبد وتتوعد، وتدافع محتجة عن ثلة من المدانين بالإرهاب وفق حُكم القضاء الكويتي بحقهم، فهل أُولئك المحتشدون لا يرضون بنزاهة القضاء؟! أسئلة كثيرة داخلها تفاصيل مرعبة، نتمنى من وزارة الداخلية ممثلة بجهاز أمن الدولة أن يقف على سِرّ تلك التفاصيل.

في النهاية... اللهم احفظ الكويت وشعبها من كل شر، واجعل ولاءنا لبلدنا وحُكامِنا، اللهم عليك بكل من يتربص بنا الشر والخديعة.