No Script

أصبوحة

الفاسدون يمنعون الإصلاح في العراق

تصغير
تكبير

عانى الشعب العراقي الشقيق الأمرّين على أيدي الأنظمة المتعاقبة، فقد رزح تحت الديكتاتورية لما يقارب الثلاثين عاماً، ثم جاء الاحتلال الأميركي، الذي قتل وعذب وسرق خيرات العراق.
ولمدة خمسة عشر عاماً عاش العراقيون تحت حكم طائفي فاسد وبغيض، أيضاً قتل وسجن وعذب واغتال، وخان بلاده وارتهن للجار الإيراني، حيث اعتبرت إيران أن العراق جزء من أمبراطوريتها، كما ساهمت الحكومات الطائفية، بتغلغل الإرهاب واحتلال عصابات «داعش» لأجزاء واسعة من العراق مع ما ارتكبته من فظائع، بينما الطغمة الفاسدة تنهب المليارات من ثروات الشعب العراقي، وتسببت بإفقار فئات كبيرة من العراقيين، ونقص حاد في المواد الغذائية والمياه والخدمات، بل شكلت بعض القيادات الفاسدة، ميليشيات خاصة بها للاغتيالات والإعدامات للمعارضين.
ومنذ سنتين خرج الشعب العراقي المقهور، في أطول حراك احتجاجي على الفساد والمحاصصة، وذلك في ساحة التحرير في بغداد وغيرها، فلم يعد بمقدوره احتمال سطوة الأمريكان والإيرانيين والفاسدين، فلم يعد لديه ما يخسره.


وهو ما انعكست نتائجه في الانتخابات الأخيرة، حيث فاز باكتساح تحالف «سائرون نحو الإصلاح»، وهي القوى المشاركة في الحراك الشعبي، والمطالبة بالإصلاح والقضاء على زعماء الفساد، وهذا التحالف مكون من التيار الصدري، الذي كان له دور مشهود في مقاومة الجيش الأميركي، والحزب الشيوعي العراقي وتيار مدني وعلماني واسع، إضافة إلى شخصيات مدنية مستقلة.
ورغم أن الدستور العراقي يسمح للكتلة الفائزة باختيار رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة، إلا أن المراقبين يشكّكون في أن تسمح إيران التي أعلنت أنها لن تسمح بحكم الشيوعيين والليبراليين، ما يعني أنه قد تحدث صدامات وأعمال عنف واغتيالات، بالأخص أن الشعب العراقي استبعد تماماً الأحزاب الموالية والمرتبطة بإيران، ورفض استمرار النفوذ الإيراني على الأراضي العراقية.
لقد فتح فوز «سائرون» كوة أمل للعراقيين، وموجة تفاؤل كبيرة بتحقيق أمانيهم، بالقضاء على الفساد وعلى خيانة بلدهم، ولعودة سيادة العراق واستقلاله، وإعادة بنائه على أسس صحيحة، وإشراك الشعب بالحكم والقرار، في ظل الديموقراطية والعدالة الاجتماعية التي افتقدوها عقوداً طويلة، ومنع التدخلات العربية والإقليمية والعالمية بشؤون بلدهم، والعودة إلى الحضن العربي، ومنع التفتيت لأراضيهم ولشعبهم، وحلول السلام والاستقرار في العراق الشقيق.

osbohatw@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي