No Script

بالقلم والمسطرة

شهداء نيوزيلندا والعملاق النائم!

تصغير
تكبير

وصلت جرأة الحاقدين على الإسلام والمسلمين بأن يقتلوا المسلمين داخل المساجد، وأمام الكاميرا وبشكل متعمد وبطريقة تحمل رسالة عنصرية للعالم، وهذا ما حدث في الإرهاب الدامي الذي طال مسجدين في نيوزيلندا يوم الجمعة الماضي، من دون اعتبار لدين أو تعايش أو إنسانية أو حقوق، وهذا الاعتداء تم ليثبت وجود إرهاب حقيقي وبعض المتطرفين سواء في نيوزيلندا أو ربما في الغرب عموماً، ونسأل الله عز وجل أن يتقبل الشهداء الأبرياء بواسع رحمته، الذين سقطوا نتيجة هذا الإرهاب السافر، وندعو الله تعالى بالشفاء التام للمصابين.
وهذه المذبحة يجب ألّا تمر مرور الكرام، بل على نيوزيلندا والدول الغربية أن تسعى جاهدة بعمل تشريعات وإجراءات وتطوير المناهج وعمل حملات توعية أكثر لنبذ التطرف، ونبذ الصورة المزيفة عن الإسلام، وهو دين سلام وتعايش، وكذلك تجب ملاحقة ومحاسبة المتطرفين والعنصريين والمتشددين ضد الإسلام والمسلمين، والذين لا ينفع معهم غير العقاب، فهم يحملون أحقاداً عنصرية متطرفة للغاية و»مخهم مسكر».
 وتكون تلك الإجراءات والعقوبات بشكل أكبر لمنع تكرار عملياتهم الإرهابية، والأهم تأمين الحماية الضرورية للمساجد وأماكن تجمع المسلمين والأقليات الإسلامية، وتكون الحماية بشكل نظامي ودائم وليس فقط عند ردود الأفعال في الأحداث الدامية .


والدور الأهم لدى العالم الاسلامي نفسه خصوصاً الدول الإسلامية الكبيرة والغنية، بحيث يكون تأثيرها أكبر إذا تعاونت في هذا مجال، من خلال الضغط على الغرب لمحاربة العنصرية وتأمين الحماية للمسلمين، لما يملكه هذا العالم الإسلامي من إمكانات وعناصر قوة بشرية واقتصادية وتاريخية و ديبلوماسية، وهو بمثابة «العملاق النائم»، الذي لم يأخذ دوره الصحيح بعد في العالم، ومن أهم تأثيراته ما ذكرت من ضغط على الدول الغربية لتفادي تعرض المسلمين لمجرمي الإرهاب في الغرب، والأهم المساهمة في هذه الحملات التوجيهية الإيجابية عن الإسلام.
ومثلما يطالب الغرب بنبذ التطرف في الدول الإسلامية، من حق المسلمين أيضاً أن تتم حمايتهم في الدول الغربية، خصوصاً أن الكثير منهم يحمل جنسية تلك الدول، وهم جزء من نسيجها الاجتماعي، وسبحان الله مهما حدثت من أحداث مأسوية للمسلمين يزيد الإقبال على الإسلام والتعرف على هذا الدين العظيم.

ahmed_alsadhan@hotmail.com
Twitter @Alsadhankw

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي