No Script

اجتهادات

النجاح... والأمور الواجب التوقف عنها

تصغير
تكبير

يقول ستيفن كوفي في كتابه الشهير «العادات السبعة للناس المؤثرين»: «إن القاسم المشترك في جميع قصص النجاح هو تحديد الأولويات، لذلك نجد أن معظم الأشخاص الذين سطع نجمهم في مجال السياسة والاقتصاد وغيرها من مجالات الحياة، كان جل اهتمامهم تحقيق أهدافهم التي رسموها بكل وضوح في بداية طريقهم، وخططوا لها ليصلوا بالنهاية إلى غاياتهم»!
ولعل ما يلي مرحلة تحديد الأولويات، هو ترتيبها بشكل منطقي وسليم ليسهل تحقيقها! وكل ذلك من أجل استيفاء رغبات الذات. ففي مقال سابق ذكرت قصة يستخدمها غالبية الباحثين والمحاضرين والاستشاريين عن ترتيب الأولويات.
ففي إحدى المحاضرات، أحضر أستاذ جامعي وعاء زجاجياً كبيراً ووضع فيه أحجاراً كبيرة، ثم سأل الطلبة: هل الوعاء ممتلئ؟ فأجابوا بنعم. ثم قام بوضع أحجار صغيرة لتملأ الفراغات الموجود بين الأحجار الكبيرة. فسأل الطلبة مرة أخرى: هل امتلأ الوعاء؟ فأجابوا بنعم! فأخرج كيساً من الرمل ليتأكد أن الوعاء سيمتلئ فعلاً، وقام بتعبئة الفراغات الصغيرة جداً.


فكرر السؤال مرة أخرى، وكانت الإجابة أيضاً نعم! لم تنته القصة بعد، أحضر الأستاذ كوباً من الماء ليتمكن من التغلغل بين الأحجار والرمل من دون أن يخرج شيئاً من الوعاء!
إن المغزى من القصة أنه وبترتيب الأولويات، يمكن أن نحقق كل ما نصبو إليه، فإذا بدأنا بالأشياء السهلة والصغيرة - كما في قصتنا هنا الرمل والماء - فإننا لن نستطيع أن نضع الحجر في الوعاء، وإذا كان الحجر هو الأولوية الأولى، فمن الضرورة بمكان أن نبدأ به أولاً، وأن يكون جل تركيزنا عليها، لأنه بتحقيق الصعب سيتحقق الأسهل!
ولأننا في وسط حياة سريعة والتزامات كثيرة وثورة تكنولوجية ومعرفية هائلة ونمط معيشي مختلف عما سبقنا من أجيال، فإننا دائما نفشل في تحقيق هذه الأهداف والأولويات والسبب الأول والأخير، وكما هو معروف لدى الجميع هو صعوبة إدارة الوقت! ولا شيء سوى الوقت!
جميعنا حياته مشغولة، ومعظمنا وقته غير منضبط والكل لديه قوائم، قد تكون صغيرة وفي بعض الأحيان كبيرة، من الأهداف والأمور الواجب تحقيقها، ينتهي يومه أو الوقت المحدد لها، إلا أنه نادراً ما يحقق النجاح فيها.
لعلي في الحقيقة بت مقتنعاً بعد قراءة كتاب «من جيد إلى عظيم» لجيم كولينز - والذي وصلت مبيعاته إلى أكثر من ثلاثة ملايين نسخة منه - أن السبب في ذلك يعود إلى أن الجميع قادر على تحديد أهدافه وأولوياته، حتى وإن كانت غير منطقية أو عقلانية، إلا أن الكثيرين لم يفكروا أو يحددوا «الأمور الواجب التوقف عنها»، والتي قد تشغله أو تمنعه عن تحقيق تلك الأهداف، وتضيع عليه بذلك الكثير من وقته الذي بات ثميناً في عصرنا هذا!
لقد ذكر الكتاب أمثلة كثيرة عن هؤلاء الاشخاص الذين حققوا نجاحاً باهراً، ووصلوا إلى مرادهم وآمالهم لأنهم ببساطة حددوا بعد ترتيب أولوياتهم الأمور، التي يجب التوقف والابتعاد عنها في سبيل تحقيق النجاح! عليك أن تجرب ذلك عزيزي القارئ، وأنا كذلك معك، لعلنا نحقق ما نريد! والله من وراء القصد!

 boadeeb@yahoo.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي