الأيام تتتابع وتتداول بين الناس وتتعدد اشكالها وتتغير ألوانها وتختلف أمزجتها وتتلون مذاقاتها فهي تهدأ تارة وتستقر، فتستقر القلوب معها وتصفى الاذهان للتفكر في ماهيتها وتعلو أمواجها تارة وتتلبد سماؤها بالغيوم الحالكة فتثير الهلع والفزع والويلات.
والناس يفرون لا يدرون إلى أين يتجهون فاينما يتجهوا يجدوا القسوة والظلم والاستبداد، وتلك هي الأيام بعضها حلو وبعضها مر المذاق لذا فإن المنظمة الأممية أقرت أياماً تسلط فيها الضوء على أهميتها والتعريف بماهيتها، فيوم للمعلم وآخر للصحة وثالث للمرور، وهكذا الأيام تعرض وتسلط عليها الأضواء حتى تسهل السبل أمام الأمم لكي يحذروا مخاطرها ويعدوا عدتهم ليسيروا في كنف هذه الأيام بيسر وسكينة بعون من الله الكريم وهدي بتوفيقه.
ومن الأيام التي احتفل بها في الاسبوع الماضي يوم الصحة النفسية العالمي، الذي يحتفل به في كل عام في يوم 10 اكتوبر لإذكاء الوعي العام بقضايا الصحة النفسية، والغرض من هذا اليوم هو إجراء مناقشات أكثر انفتاحاً بشأن الأمراض النفسية وتوظيف الاستثمارات في الخدمات ووسائل الوقاية على حد سواء وإذا كانت الإحصاءات تشير إلى أن أعداد الذين يعانون من الاكتئاب على الصعيد العالمي تعد بالملايين، وتزداد عاماً بعد عام نظراً لما تشوب مرحلة المراهقة والسنوات الأولى من سن الرشد العديد من التغييرات على حياة الفرد من قبيل تغيير المدرسة، وترك المنزل واستهلال الدراسة في الجامعة او مزاولة عمل جديد وهي أوقات مثيرة بالنسبة الى الكثيرين، ولكنها يمكن أن تكون أيضاً أوقاتاً عصيبة يشوبها التوتر والتوجس ناهيك عن الضغوط الناجمة عن التوسع في استخدام التكنولوجيات الالكترونية، وهناك العديد من البشر الذين يعيشون في مناطق تعج بصنوف من ويلات الحروب والدمار والقهر والظلم والاستبداد بالإضافة إلى المناطق المتضررة بالطوارئ الإنسانية، مثل الكوارث الطبيعية والأوبئة، هذه كلها تعمل على الإصابة باضطرابات واعتلالات نفسية.