No Script

أبعاد السطور

رجل النور... سلطان القاسمي

تصغير
تكبير

للحاكم الدور الأهم، والمساحة الأكبر في ارتقاء الوطن والشعب، فإن كان الحاكم مولعاً محباً للعلم ومهتماً به فمن الطبيعي أن ينعكس ذلك على ارتقاء الشعب والوطن، حيث سيصبح الشعب شعباً واعياً مثقفاً قوياً مُدركاً، وسيتطوّر الوطن ويتقدم نحو التألق والازدهار والقوة.
كل هذا بسبب الدور المهم لتأثير شخصية الحاكم في إدارته لكل ما تحت سُلطته... والشيخ سلطان بن محمد القاسمي، حاكم إمارة الشارقة، منذ اليوم الأول لتوليه لحكم الشارقة في 25 يناير 1972، دأب بعزم وجهد في بذر النور بأرض الشارقة وما يتبعها، وسقاه بالحرص والمتابعة والرأي والمشورة، حتى أخذت بذور النور تلك وعلى مدار سنوات متتالية تنبت وتنمو وتكبر وترتفع قامتها وتثمر حتى كوّنت مساحات خضراء يانعة وشاسعة في كل اتجاهات الشارقة، فأصبح يُشار إليها عربياً وعالمياً بالبنان، كنموذج راقٍ على التقدم والتطوّر في كافة حقول الحياة.
ولأن القاسمي، أدرك في وقت مبكر أهمية دور الكُتب كمنبع للعِلم وكوعاء حافظ لها، أبدى اهتماماً شديداً بطباعتها ونشرها وتوزيعها، حيث قام بالتوجيه بإنشاء مدينة الشارقة للنشر. وكذلك وّجه بالعناية الفائقة بالمكتبات العامة في الشارقة وتحديث محتواها المعرفي وتزويدها بآخر الإصدارات بشكل دوري.


ووجه كذلك بضرورة الاهتمام بالمؤلفين والناشرين، حتى باتت الشارقة تحتضن العديد من المؤسسات الثقافية الداعمة لهم، مثل جمعية الناشرين الإماراتيين، واتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وغيرها من المؤسسات والجهات التي تعنى بالمؤلف والناشر.
وقامت كذلك الشارقة بتبني سلسلة من المبادرات والمشاريع الثقافية، حيث وزعت بمبادرة «ثقافة بلا حدود» عدد 42 ألف مكتبة على الأُسر الإماراتية. وأطلقت الشيخة بدور بنت سلطان مبادرة «كتابي الأول»، التي استهدفت الأمهات في أكثر من 60 مركزاً صحياً وطبياً في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتستحق إمارة الشارقة عن جدارة بعد كل ذلك الذي حققته في مجالات التقدم والازدهار والتطور أن تنال لقب عاصمة الثقافة العربية عام 1998، وعاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2014، وعاصمة السياحة العربية عام 2015، وبعد ذلك نالت بكل استحقاق لقب العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019، حيث اختارتها اللجنة الدولية لعواصم الكتاب العالمية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، تقديراً لدورها البارز في دعم الكتاب وتعزيز ثقافة القراءة، وإرساء المعرفة كخيار في حوار الحضارات الإنسانية.
وللشيخ سلطان، العديد من الكُتب، منها: «إِنَّي أُدِين» و«رحلة بالغة الأهمية» و«سيرة مدينة»، جزءين، و«تأسيس وتنظيم قوة شرطة الشارقة» و«تحت راية الاحتلال» و«القواسم والعدوان البريطاني 1797-1820م» و«مراسلات سلاطين زنجبار» و«حديث الذاكرة»، من جزءين، و«سرد الذات».
وهذا كله ليس بمستغرب على رجل النور، الذي دأب لسنوات طويلة يبذر النور في طريقه أينما اتجه، ويُكرّس حياته من أجل رفعة بلاده والارتقاء بها نحو المجد.

halrawie@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي