No Script

من الخميس إلى الخميس

الدعاء حقيقة

تصغير
تكبير

قصة واقعية ذكرها الدكتور خالد الجبير، أُستاذ جراحة القلب في المملكة العربية السعودية الشقيقة، القصة ذُكِرَت في الندوة الجماهيرية التي عُقدت الاثنين الماضي حول التوعية من الأمراض المزمنة، والتي أيضا شارك فيها الشيخ الفاضل الدكتور عثمان الخميس والسيد محمد ساري، وهو شاب متعاف من السرطان وداعم جيد للمرضى.
القصة واقعية حول مريض سعودي كبير في السن أُصيب بالسرطان وتقرّر علاجه بالكيماوي، الطبيب أخبره أن العلاج سيؤدي في الغالب إلى سقوط شعره...
الرجل الذي تعوّد على إطالة اللحية شعر بالحزن لأنه سيفقد شعر لحيته، فاشتكى همه للدكتور خالد الجبير، الذي نظر إليه وقال: هل تريد أن تُحافظ على شعر لحيتك؟ نظرالرجل إلى الدكتور وكأنه يستغرب سؤالا جاء من أجله. أكمل الدكتور كلامه قائلا: ادعو الله ألا يسقط شعر لحيتك. الرجل نظر إليه كمن فاته أمر وتعجب لماذا لم تخطر بباله تلك الفكرة، وبالفعل أخلص الرجلُ الدعاءَ راجيا من الله أن يحفظ له شعر لحيته، تلك اللحية التي اعتاد الناس على منظره بها... ربما كان يخشى إذا فقدها كثرة سؤال الناس أو ربما حب تلك السُنَّة النبوية التي لم يشأ أن يُحرم منها.


أكمل الدكتورالجبير: بعد انتهاء العلاج سقط شعرالرجل الذي في جسمه كله ما عدا لحيته، وتم لاحقاً شفاء المريض.
هذه القصة الواقعية تعكس حقيقة الدعاء وأثره في تخفيف مصائب الدنيا ومنها المرض، ومثل هذا المعنى شاهدتُهُ مرات عديدة في حياتي المهنية خلال 35 عاماً قضيتُها كطبيب أورام.
السؤال الآن بمناسبة هذه القصة، لماذا لم ينجح بعض من المثقفين في التفريق بين حقيقة الإيمان ووهم الخرافة؟ وما السبب الذي يجعل البعض يتمسك بالماديات ويقدّرها ولا يهتم بالروح التي تعيش معه؟
هذه الأسئلة تعكِسُ الإشكالية التي يَعيشُها العقل الإنساني منذ خلق الإنسان، إشكالية خلقت نوعين من التطرّف: تطرفٌ في الماديات فلا يؤمن أصحابها إلا بما يُحسُّونه ويمسكونه بأيديهم رغم أنهم لا يُحسون بأنفاسهم ولا بدّقات قلوبهم التي تحفظ حياتهم. أما التطرّف الآخر فهو في التمسك بالخرافة بل وتقديسها على حساب العقل والمنطق.
ألا ترى كثيراً من العامة يتمايلون لسَماعِ قِصص وخرافات تَهدِفُ إلى بقاء الإنسان رهينةً بيدِ مشعوذين يسلبونهم مالهم وعقولهم وأحيانا يستعبدونهم ليصبحوا آلات إجرام ضد بلادهم وضد أمتهم.
العاقلُ فقط هو من يُحسِنُ الموازنة، الموازنة بين العقل والروح والنفس، فتلك العناصر الثلاثة هي مكونات الإنسان، ونحتاج فعلا إلى أن نضبط التوازن بينهم حتى لا نحيا في إفراط ولا تفريط.

kalsalehdr@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي