No Script

نسمات

شرايكم بالوزارة؟

تصغير
تكبير

ليس من حقنا أن نحتج على التشكيل الوزاري، لأن الدستور يعطي ولي الأمر الصلاحية المطلقة في تشكيل الحكومة التي تمثله في قراراتها، وأي فشل لها ينعكس على سمعة البلد ويساهم في سخط الناس وعرقلة التنمية!
ولكن أعطى الدستور الصلاحية لمجلس الأمة باستجواب أي وزير ويطرح الثقة فيه إذا لم يقتنع المجلس بردوده على محاور الاستجواب أو إذا شعر بفشله في إدارة وزارته، بل للمجلس الحق بطرح الثقة بالحكومة وسحب البساط تحت يدها بشروط.
لكن ذلك لا يمنع الناس من إبداء رأيهم في الحكومة ونقدها، كما أن الشعب الكويتي قد تعود نقد كل تشكيل وزاري وإبداء سخطه من وزراء بعينهم!


بالنسبة إلى التشكيل الأخير، فقد لاحظنا تقلص النقد للتشكيل لأسباب منطقية، أهمها عدم معرفة كثير من أسماء الوزراء أو بسبب الكفاءة التعليمية أو المهنية لكثير منهم. في تصوري، أننا يجب أن نوفر نقدنا للوزارة إلى حين تجربتها لمعرفة معادن وزرائها، لكن ذلك لا يمنع من إبداء الملاحظات حول دور بعض الوزراء السلبي من خلال التجارب السابقة!
من الواضح أن التشكيلة الوزارية الأخيرة قد غلب عليها الابتعاد عن تعيين أصحاب الانتماءات السياسية، لاسيما الإسلاميين، كما كان واضحاً الإصرار على إبقاء الجانب القبلي للقبائل الرئيسية في الكويت، وجاءت التصريحات الحكومية بأن الأوضاع الراهنة قد تطلبت مثل ذلك التغيير!
في تصوري أن الإصرار على استبعاد الإسلاميين من التشكيل الوزاري هو خطأ جسيم، إذ إن تركيبة المجلس قد شملت العديد من الإسلاميين ومن شأن عدم تمثيلهم في الوزارة سيؤدي حتماً إلى المصادمة بين الحكومة والمجلس وتشجيع الاستجوابات، لكن لا بد من الاعتراف بأن العديد من النواب الإسلاميين في المجالس السابقة لم يحسنوا التعامل مع الحكومة وتسببوا بأزمات كنا في غنى عنها لفرط الحماسة وقلة الخبرة، وقد شارك بعض الإسلاميين وبعض التجمعات القبلية في التعجيل بالتصادم مع وزراء بعينهم بهدف فرض أجندتهم على المجلس من دون مراعاة للحكمة والتدرج!
ولقد كان تصرف البعض خلال مرحلة ما يسمى بالربيع العربي مليئاً بالتخبط والحماسة المفرطة، ما تسبب بالكثير من المشاكل والانجرار وراء الشعارات الجوفاء والإزعاج لدولتهم! لقد شاهدنا كيف خسر كثير من هؤلاء المتحمسين، إما بسبب القضايا التي رُفعت ضدهم وتوقيف بعضهم، أو بسبب الخلاف في التيار الإسلامي وعدم الاجتماع على أهداف واضحة!
لذلك، فإن التيار الإسلامي قد مُني بنكسة كبيرة، ولا بد له من مراجعة شاملة لمواقفه من جميع القضايا المطروحة قبل أن يخرج من الساحة السياسية خالي الوفاض!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي