No Script

ربيع الكلمات

مستر «بيل غيتس»... يا مرحباً بك

تصغير
تكبير
لا شك أن زيارة «بيل غيتس» للكويت كانت زيارة أكثر من رائعة ومميزة، حيث دخل التاريخ من أوسع أبوابه كأهم صانع لبرامج الكمبيوتر... ولكنه لم يكتف بهذا النجاح الذي جعله في سدة وعلى رأس هرم أثرياء العالم فقرر دخول التاريخ من جديد ولكن من باب العمل الخيري والإنساني هذه المرة متجاوزاً القارات والثقافات والديانات والجنسيات، وكرس نفسه لمحاربة الفقر والمرض ودعم البحوث في المجالات المختلفة والتي تخدم البشرية جمعاء، دون تخصيص هذه الأعمال لفئة أو بلد على حساب فئة أخرى، ولكن من جانب إنساني بل ركز على العالم الثالث أكثر نتيجة الفقر والأمراض والجهل، وهذا المثلث هو المدمر لأي مجتمع.

حيث قام «غيتس» بإنشاء مؤسسة خيرية وتبرع لها بأكثر من 28 مليار دولار، ومهمة هذه المؤسسة دعم المشاريع الإنسانية بمختلف أفرعها الصحية والتعليمية وغيرها من المشاريع، وتبرع كذلك بمبلغ 3 مليارات للمؤسسات الصحية ومؤسسات مكافحة الإيدز والملاريا في العالم الثالث، ومبلغ ملياري دولار للمؤسسات التربوية، كما تبرع لجامعة كامبريدج البريطانية، وتأسيس صندوق بمليار دولار لدعم السود في التعليم.


وتهدف المؤسسة الخيرية إلى تقليل التفاوت الهائل بين مستوى المعيشة التي نحياها ومستوى معيشة الناس في العالم النامي والفقير، وقال «غيتس» في أحد اللقاءات إنه يشعر بأن عليه واجب ضمان أن تصل أمواله «إلى المجتمع الدولي بالطريقة التي تحدث أكبر أثر إيجابي».

وفي عام 2008 ترك بيل غيتس العمل كمدير تنفيذي لشركة مايكروسوفت وقرر التفرغ للعمل الخيري والإنساني، وتعد المؤسسة الخيرية التي أسسها هو وزوجته أكبر جمعية خيرية في العالم والممولة من ثروته، ويقول «أستطيع أن أفعل أي شيء أضع كل تفكيري فيه».

ولم يكتف بهذا الحد فقط من التبرع السخي والكريم فقام وأطلق مبادرة مع صديقه الحميم وارن بافيت تحمل اسم «تعهد العطاء»، وهي دعوة منهم لأثرياء أميركا بالتبرع بنصف ثرواتهم للعمل الخيري سواء أثناء حياتهم أو حتى بعد وفاتهم، وقد سمت وسائل الإعلام الأميركية هذه الدعوة بـ «تحدي المليارديرات»، وقد استطاع الصديقان الحميمان إقناع أكثر من 40 ثرياً من أثرياء أميركا للتبرع بنصف ثرواتهم أو جزء منها وحثهم على ذلك، ومن هؤلاء الذين استجابوا للدعوة لاري إيلسون وتقدر ثروته بـ 28 مليار دولار، وعمدة نيويورك والذي تقدر ثروته بـ 18 مليار دولار، ومستثمرون كثر آخرون مثل أوبرا وينفري ومؤسس الـ «سي إن إن» كذلك قاموا بنفس الشيء، أي أنهم تبرعوا بجزء من ثرواتهم لأعمال الخير وهذه الأعمال من العادات الغربية المميزة.

وكثيرا ما نتهم المتبرعين الغربيين بأن تبرعاتهم هي للهروب من الضرائب، وتحدث البعض عن تبرعات «غيتس» بأنها كذلك، ويجيب عن ذلك الكاتب خليل علي حيدر في مقاله «شرفتنا بهذه الزيارة يا بيل غيتس» ويقول: ومن العبث بالطبع مناقشة هؤلاء، ولعل أفضل جواب أن يقال لهم: لماذا لا تنتشر هذه الظاهرة بين أثرياء العالمين العربي والإسلامي والشركات الكبرى فيهما.

akandary@gmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي