No Script

نفسياسي

التطبيع... بين حديثين... سهل وصعب!

تصغير
تكبير

أحيانا أشعر أن أسهل قضية من الممكن الخوض فيها هي القضية الفلسطينية، فكم عشنا على أطلالها، وتفاعلنا مع أحداثها، بل واختلطت هذه القضية في تكويننا الجمعي ثقافياً وسياسياً، و«ياما» قامت دول وانهارت أخرى بحجة دعم القضية الفلسطينية والتخلص من الخونة الذين يريدون بيع القضية، و«ياما انقص» علينا من الكثير من المتسلقين سياسياً تحت شعار قضية فلسطين والانتصار لها!
شعوري هذا يجعلني لا أكتب كثيراً حول هذه القضية رغم مركزيتها، ورغم قناعتي التامة بعدالتها كإيمان أي مواطن عربي صالح، بل وكأي إنسان ذي ضمير، فبينما تمثل فلسطين للعرب والمسلمين قطعة من أراضيهم تم اغتصابها بأماكنها المقدسة، إلا إنها في نظر معظم ناشطي حقوق الانسان حول العالم قضية حقوقية من الطراز الأول، فهي قضية أرض تم قسر شعبها على إخلائها بوحشية تامة، وجلب مجموعة عرقية أخرى من شتات الأرض لتوطينهم فيها بذرائع دينية وسياسية وغيرها.
الحديث حول فلسطين هو حديث سهل وغير عالي التكلفة علينا جميعا لأننا لا ندفع ثمن القضية، بل نكتفي غالباً بما درجنا على القيام به من بيانات شجب واستنكار لسياسات الكيان الصهيوني، وهو سهل أيضاً لأنه يتماشى مع المزاج الشعبي الرافض تماماً لأي تقارب أو تطبيع مع الكيان الغاصب، خصوصاً في ظل الكوارث الإنسانية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، وانعدام فرص الحل العادل والشامل للشعب الفلسطيني في المستقبل المنظور.


ورغم كل ما سبق، إلا أنني لا أملك إلا أن أسجل نقطتين، أولاهما تقديري الشديد لسياسة بلادي تجاه القضية الفلسطينية ودعمها المطلق لحق الشعب الفلسطيني، ورفضها أي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، وهو ما أكدت عليه القيادة العليا في البلاد على الدوام، وأكده رئيس السلطة التشريعية السيد مرزوق الغانم في منتديات كثيرة.
وهو أمر محمود ومقدر من جميع أطياف الشعب الكويتي، إلا أن النقطة الأخرى التي تستحق التعليق فكانت مشاركة الوفد الكويتي في اجتماع وارسو والصورة الشهيرة مع رئيس حكومة الكيان الصهيوني والتي أثارت كل مشاعر الغضب في نفوسنا واضطررنا لكتابة هذا المقال تأكيداً على رأي الشعب الكويتي الرافض لأي تقارب مع هذا الكيان!
سيتهموننا بالتكسب... «ماشي»... لكن قضية فلسطين ستظل قضية مركزية... رغم أنوف المشككين!
alkhadhari@gmail.com
Twitter: @dralkhadhari

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي