قبل أربع سنوات كانت الفرصة مواتية وأنا أحتسي معه إفطار الصباح بأحد الفنادق الكينية في العاصمة نيروبي، أن أقلب المواجع وأدخل معه في حوار ونقاش كان «يقرقع» وفي «جعبتي» يتعلق بالانقلاب أو الانتفاضة الشعبية الفريدة، التي قادها ضد رئيسه السوداني جعفر النميري، مستغلا وجوده في رحلة علاج في الولايات المتحدة... ونجح في الانقلاب عليه في أبريل العام 1985 من دون أن تراق قطرة دم واحدة!
كان ذلك الحوار في سبتمبر 2014 مع الذي انتقل الى جوار ربه بإذنه تعالى الخميس الماضي في الرياض، المشير عبدالرحمن سوار الذهب الرئيس السوداني الأسبق ورئيس منظمة الدعوة الاسلامية في الخرطوم، الذي كان قائدا للقوات المسلحة ووزيرا للدفاع قبل الانقلاب... الذي لم يفكر بالانقلاب على رئيسه - كما أخبرني - إلا بعد أن شعر بأن أوضاع بلاده آخذة في التدهور وغضب الشارع يتزايد!
ولعل من أبرز ما نجح به في ذلك الانقلاب هو إصدار أوامره الصارمة للجيش السوداني بعدم استخدام السلاح، وجعل الانقلاب انقلابا «أبيض» لا «أسود» فدخل التاريخ من أوسع أبوابه، عندما تحقق للشعب تحرره من سطوة حكم النميري من دون سفك دماء أو قتل أبرياء كما يحدث في عالمنا العربي اليوم!