No Script

رأي قلمي

القدس عاصمة الإسلام والمسلمين...!

تصغير
تكبير

بعدما انتعشت أرواحنا، وتأنقت قلوبنا، على كل جفاف روحي، وجمود عاطفي، واعوجاج سلوكي، في قدوم شهر الرحمات، علينا أن نقيّم ونقوّم أنفسنا، تقييما يليق بشهر عظيم ميّزه الله سبحانه وتعالى عن بقية الشهور.
ستتوالى علينا الأحداث خلال شهر رمضان المبارك، على الأصعدة كافة، منها ما هو نفسي شخصي، ومنها ما هو أسري، ومنها المجتمعي والسياسي و... و... و، فلا نفوت الفرصة بأن نأخذ العبرة منها، إلى جانب محاولة جادة لفهم الواقع النفسي لكل منا والأسري والمجتمعي وتحليله تحليلاً منطقياً يتوافق مع واقع الأمة الإسلامية وإبراز ما فيه من مشكلات وأزمات، تساعدنا على المواجهة، والتي هي بدورها تحفزنا على النهوض بأنفسنا لنستطيع صياغة رؤية مستقبلية خالية من مشكلات وأزمات مشابهة لما مضت.
أما إن تحدثنا على المستوى النفسي الشخصي، نجزم بأن الكل سيشعر بالتفوق على نفسه عندما يكبحها ويتغلب عليها بترك ملذاته وشهواته لمدة 30 يوما، وأغلبها حاجات أساسية، بل سوف ينتقدها على نحو جيد من الموضوعية والحيادية للتخلص من بعض السلبيات الفكرية والشعورية والسلوكية غير المرغوبة، ويستبدلها بإيجابيات تعينه على إتمام مفهوم الصيام كعبادة، كما يريدها الله ويرضاها. اعتقد أن الصائم سيكون دوره ريادياً في جرأته مع نفسه ومكاشفتها بمصداقية وحكمة تعينه على الصبر عليها، ومنا من سيتصادم معها ويمارس التعليل والتحليل لتدرك مدى تأثير الأخطاء والزلات عليها في شهر مثل رمضان، ومن يستعن بالله جل جلاله ستتعمق المعاني الإيمانية في نفسه، ويعد شحن طاقتها الروحية التي تناقصت أو تعطلت خلال شهور السنة.


وإن تحدثنا عن السياسة التي فرضت نفسها علينا حتى في شهر البركات، فنقول إن السياسة هي مركز التوازنات والحلول المتوسطة. فالسياسي حين يكون في السلطة يشعر بأنه مسؤول عن تلبية أكبر قدر ممكن من رغبات الناس وتطلعاتهم، فالحمل على السياسي ثقيل في غير شهر رمضان، فكيف إن كان في شهر تتضاعف فيه الحسنات. فالسياسي قبل أن يمتهن هذه المهنة هو إنسان ويشمله ما تقدمنا به من حديث على المستوى النفسي الشخصي، وتضاعفت المسؤولية عليه بعدما أصبح مسؤولا عن رعية وأمة بأكملها.
هنا تأتي الأسئلة التي توجب نفسها على أعضاء الأنظمة العربية الإسلامية: هل هؤلاء الأعضاء على علم ودراية بحاجتهم لشيئين أساسيين حتى يثبتوا جدارتهم أمام الرعية ومقدرتهم على تحقيق رغبات وطموحات الشعوب؟ هما... المشروعية والانجاز.
ونعني بالمشروعية هنا شعور الناس بأن الدولة تمثلهم فعلاً. أما الإنجاز المطلوب من الأنظمة فهو قدر من النجاح والفلاح في تحقيق تطلعات الشعوب وحل مشكلاتها، وحراسة المبادئ والقيم التي تؤمن بها، ولا يخفى على الحكومات بأنواعها بأن الناس لديهم مهارات فائقة في فهم ذلك النجاح من خلال مقارنة أحوالهم بأحوال شعوب مجاورة أو مناظرة.
لكل منّا حد فاصل بين حالنا قبل رمضان وأثناءه وبعده، سواء كنا من عوام الشعب أو من أعضاء الأنظمة التي تدير السياسات الداخلية والخارجية. وهذا الفاصل مثلما يعيننا على التغلب على أنفسنا بالشهوات والملذات والرغبات، مؤكداً سيعيننا في التغلب على نهج الإرهاب والتطرف الذي تجاوز الأحكام والقواعد الدينية والإنسانية بتعديه على مسرى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بادعاء كاذب بأن القدس عاصمة اسرائيل، فوالله وتالله وبالله القدس عاصمة فلسطين إلى قيام الساعة. حان وقت التعامل بجدية وصلابة مع كل إرهابي أو متطرف، سواء كان فكرياً أو دينياً أو مجتمعياً، وحتى يعلم العالم بأكمله بأن مقدساتنا وأيامنا المقدسة، منطقة حمراء تحرق كل من يتجاوزها أو يحاول التعدي عليها بتهوره وجنونه اللامسؤول.

m.alwohib@gmail.com
mona_alwohaib@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي