وزير الصحة و«منهج الاستشارة»!

توسمنا خيراً عندما تسلم الشيخ د. باسل الصباح حقيبة وزارة الصحة، وهو من الناحية الفنية يعد من الكفاءات في مجاله... لكن عندما يتعلق الأمر بتولي مهام قيادية تتابع فاعلية إدارات مختلف القطاعات، فالأمر يعد مختلفا.
في أي حال من الأحوال، نعلم بأن أي قيادي له الحق في جلب الكادر الاستشاري الخاص به، ويفترض في هذه الأحوال أن يكون الاختيار ناتجا عن دراسة دقيقة بعيدة عن أي مؤثرات جانبية وتزداد الأهمية هنا في حقيبة وزارة الصحة.
شهدت وزارة الصحة مشكلة من وجهة نظري ترقى إلى الوصف بكونها كارثية، حيث من المعلوم أن الوزارة تعاني من فراغ قيادي، فلا يوجد وكيل وزارة بالأصالة، وكثير من الوكلاء المساعدين مناصبهم شاغرة ومعظهم بالتكليف، وهذا الفراغ يشكل هاجسا كبيرا لدى جميع العاملين في الوزارة، وتحديدا من هم في الوظائف الإشرافية، لأن الوزارة مرتبطة بعقود ولديها إجراءات يجب أن تتابع نظرا لحساسيتها لارتباطها بصحة الإنسان... ناهيك عن كثير من التجاوزات التي شكلت لها لجان تحقيق وما زالت قيد البحث والتحري، ومنها ملف العلاج بالخارج والعقود الإنشائية وما شابها لبعض المشاريع، وقد علقنا بحكم متابعتنا للوضع الصحي على كثير من الأمور المتعلقة بوزارة الصحة عبر المقالات وقناتنا في «اليوتيوب».

ما الذي يستطيع فعله الوزير الشيخ د. باسل الصباح إزاء هذه الملفات الشائكة؟
عند الاختيار يجب منطقيا أن تتسم قرارات الوزير بالحذر من أخذ التوصيات من بعض العاملين في الوزارة، سواء في مكتبه الخاص أو من بقية قطاعات الوزارة، وأن يبدأ في الجلوس مع مستشاري وزير الصحة السابق وتوجيه بعض الأسئلة والاستفسارات عن وضع الوزارة وأن تكون المقابلة وجها لوجه من دون أي تدخل من أي وسيط آخر، خصوصاً وأننا نعلم بأن بعض مستشاري الوزير السابق قد أبلوا بلاء حسنا، ومن الظلم أن نحكم عليهم بأنهم مستشارو الوزير السابق ووجب استبدالهم... هذا أكبر خطأ ممكن أن يقع فيه وزير الصحة الجديد.
ونود أن ننوه هنا إلى مسألة متصلة بالموروث الكويتي وهي «الكفاءة محاربة»، ربما بسبب «الحسد/الغيرة» أو «تضارب المصالح»، وأن يحرص من تدخلات بعض النواب، فالمعلوم أن كل نائب له أجندته الخاصة.
وفي ما يخص المشاريع ينبغي أن يستعين بجهة محايدة عادلة لا تربطها مصلحة للبحث فيها ورفع تقرير له عن الوضع وليس بالضرورة أن تأتي هذه الاستشارة رسمية، فالثقة المبنية على معيار الكفاءة لبعض المهندسين أحيانا كثيرة نجدها لا تبخل بالاستشارة المجانية من باب المسؤولية الاجتماعية.
لذلك? نتمنى من الوزير أن يتابع ما ينشر عن الوزارة في مواقع التواصل الاجتماعي، فهي بالنسبة لمعاليه تعتبر المدخل للإصلاح عبر كادر استشاري متسم بالنزاهة والكفاءة وحسن التواصل مع الجموع، فالوزارة ببساطة تحتاج أن تكون أكثر قربا من المواطنين وممن لديهم مطالبات تبحث عن من يمنحهم حقهم.

الزبدة:
هل يقوم وزير الصحة الشيخ الدكتور باسل الصباح، بالجلوس مع مستشاري الوزير السابق للاستئناس برأيهم والإبقاء على من علم عنهم حسن الأداء وطيب الخلق؟
هل ينجح الوزير في رسم بصمة خاصة به كقيادي تسلم مهام وزارة تعاني من الفراغ القيادي وملفاتها العالقة كثيرة وتحتاج إلى قرارات تصب في صالح قطاعات الوزارة والمرضى وكل فرد له علاقة بالوزارة؟
نحن هنا نضع الخطوط العريضة أمام الوزير، وله الحق في قبولها أو رفضها ووجب علينا إيصال الرسالة له بكل شفافية، لأننا في نهاية المطاف ننشد الصالح للبلد والعباد وعلى استعداد تام لعرض الحلول الإستراتيجية لكثير من المشاكل... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi