No Script

حديث القلم

نتاج العنصرية

تصغير
تكبير

إن الهجمات الإرهابية الدنيئة التي راح ضحيتها عشرات الأبرياء في نيوزيلندا، هي في الواقع ليست هجمات عابرة أو مجرد حدث منقطع أو خطأ فردي، وإنما هو حلقة متصلة ارتبطت بالعديد من الأحداث السابقة، وقد ولدتها أفكار دموية دفعت أصحابها لاستباحة المال والعرض والدم، باسم الكراهية والإقصاء وصولاً إلى الإبادة والتصفية الجسدية.
حسب قراءتي التاريخية، فإن الحروب تندلع لثلاثة أسباب رئيسية، إما للدفاع عن السيادة، أو لتحقيق منافع اقتصادية واستراتيجية، أو حروب دينية وهي الأشد فتكا لو كانوا يعلمون، فنيرانها لاتنطفئ، وأحقادها تمتد لعشرات بل مئات السنين، ويمكن أن تتغلغل في جوف المجتمعات، فتثار بسببها الفتن الداخلية في الدولة الواحدة، وتؤدي إلى إثارة الفوضى والتفكك، ولا ينتج من نيرانها أي مكسب.
برأيي... كل دول العالم يجب أن تتحمل مسؤولياتها حيال أي حدث من هذا النوع، فجريمة بهذا الشكل البشع بحاجة إلى أن يتم شجبها واستنكارها وإظهار مشاعر التعاطف مع أسر الضحايا مهما كان دينهم أو انتماؤهم المذهبي بشكل متساو، حتى لا يشعر أي منهم بالتمييز العنصري حتى في التفاعل والاستنكار، كما أن العالم الغربي تحديداً مطالب بسن قوانين رادعة بحق مَنْ ينوي ارتكاب جرائم مماثلة، وحتى يتم تهذيب بعض النفوس المريضة، المليئة بالأحقاد والعنصرية البغيضة، فكما يبدو لي أن العالم حتى الآن لم يتعظ من الآثار المدمرة للتمييز العنصري أو العرقي.


أسأل الله تعالى... أن يرحم ضحايا المسجدين في نيوزيلندا، وأن يتقبلهم شهداء، فقد غادروا الحياة الدنيا غدرا وعدوانا وهم آمنون في بيوت الله، وأصدق التعازي والمواساة لأسرهم وأحبتهم وذويهم.
وخزة القلم:
الخدمات التي نحصل عليها في مراكز خدمة المواطن، للأمانة جيدة وساهمت في تسهيل العديد من أعمالنا ومعاملاتنا، ولكن نحن بانتظار المزيد من التسهيلات الإلكترونية، للتقليل من الاعتماد على العمل الورقي.

twitter: @dalshereda

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي