No Script

أنوار مرزوق الجويسري / فواصل فكرية

لتكون أهلاً لأهلك (1)

تصغير
تكبير
رمضان يترجم علاقة الأهل النظرية لواقع ملموس، فأنت تحب أهلك لكن رمضان يطلب منك المزيد تجاههم، ويطالبك بإثبات هذا الحب، وأنت تتمنى لهم الخير لكن رمضان يستحثك على المبادرة بالخير، وأنت لابد وفي قلبك مثقال ذرة على أحد منهم، فيأتي رمضان يحاول قلبك وقلوبهم، فكيف تتعامل مع أهلك بأخلاق رمضان؟، وكيف تجعل من رمضان فرصة تنمي فيها علاقتك بأهلك؟.

مصطلح الأهل مصطلح خاص يندرج تحته الأخ والأخت والأب والأم والأبناء، كما يضم العم والخال وأبناءهم، وكل من هم ضمن دائرة الأرحام القريبة، وهو مصطلح فيه معنى الترحيب والأُنس والاستحقاق. نادراً ما نتحدث عن التعامل مع الأهل لاعتبار هذا الموضوع مفروغا منه بالفطرة ومحتم علينا، لكن هذا التسليم بوجوب التعامل مع الأهل بالحسنى جعلنا نتساهل في الأخطاء معهم، ونأمن الستر بينهم، ونتمادى أحياناً، حتى وصلنا لمرحلةٍ خسر فيها الأخ أخيه، فقط لأننا تعاملنا مع هذا الأمر بفطرةٍ لمن نحاول تحسينها، وبجهد لم نتكبد عناءً لتطويره، وبأسلوبٍ لم ننتبه على ضرورة تحسينه.


لا ننكر أن البيت مكان الراحة، وهو المكان الذي لا نتكلّف فيه بعباراتٍ منمقة ونتصرف فيه على سجيتنا، لكن هذا لا يتنافى والتطوير، فالتطوير في علاقات الأهل وفي تعاملاتهم لا ينفي الراحة بل يعظّم مكانتها.

نقاط الاتفاق بين أفراد العائلة بدأت كثيرة وقوية في الطفولة، لذلك كان التعامل سهلاً وسلسلاً، لكن مع مرور الوقت تقلّصت نقاط الاتفاق وتضخّمت نقاط الاختلاف، لأن الأولاد كبروا فأصبح لكل منهم أسلوب يختلف عن أسلوب المنزل الذي تربى فيه، وأفكار تختلف عن أفكار أخوته، ومنهج في الحياة يتعارض مع منهج غيره، كل ذلك جعل من التعامل صعباً ومن المشكلات واقعاً.

عزمت في هذا المقال على إثارة المشكلة دون تقديم الحلول، فقط للتنبيه على ضرورة الالتفات لها، فمن الناس من يجتهد في التعامل مع أصدقائه وزملائه ويغفل عن بذل القليل من الجهد في تحسين علاقته بأهله، ومنهم من يرى المشكلة لكن يعتقد أن « بو طبيع ما يجوز عن طبعه « فيتجاهلها ويرضى بالقليل، هناك آليات كثيرة للتعامل مع الأهل بعضها يحل المشكلة والآخر يساعدنا على التعايش مع المشكلة، وفي كلٍ خير، إلا أن المقال لا يتسع لذلك، فنلقاكم في المقال القادم بالآليات باذن الله.

anwaraljuwaisri@hotmail.com

@anwar1992m
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي