سلامٌ على ديرة العز

ديرة جميلة مشرقة آفاقها متلألئة بقلوب أهلها الطيبين، وبما تحمل من خير ينتشر أريجه على أرضها وخارج حدودها، كلما حلت بها ضائقة انتفض أهلها وحدة واحدة، لا يعكر صفوهم شيء من أجل نصرة بعضهم بعضا، وحماية بعضهم البعض الآخر ما أجملها من نفوس
وما أحلاها من قلوب
وما أروعها من أيد بيضاء!

شمّرت عن سواعدها لتحمي أهليها عندما أمطرت السماء خيراً باذن الله، فسالت على إثره السيول، وغرقت بعض الشوارع وفاضت مجاري الأمطار نظراً لتدفق المياه، وحسب المتخصصين في الأحوال الجوية فإن كمية الأمطار التي هطلت تزيد على مئة وعشرين ملي في بعض المناطق، فعملت الفرق من رجال الاطفاء والقوات المسلحة ورجال الأمن والشرطة في وزارة الداخلية على مختلف تخصصاتهم والدفاع المدني والمتطوعين، وواصلوا الليل بالنهار من أجل حماية الناس.
فبارك الله في جهودهم وحفظهم على مثابرتهم وجدهم واجتهادهم، وهذه سمات وخصائص وصفات ونعوت أهل هذه الديرة الحبيبة، تحملوا كل ظروف الجو حفاظاً على الأرواح والممتلكات، وظهرت مشاهد - للأسف الشديد - غير مسؤولة خرجت الى الشوارع وهي غير مضطرة للخروج مما سبب إرباكاً في عمليات الانقاذ.
وآخرون بثوا سموماً من خلال مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، لمشاهد تثير القلق لمناطق من بقع غير أرض هذه الديرة الحبيبة، ليبثوا الرعب في قلوب الأهلين.
والمجدون يجتهدون من أجل المحافظة على القلوب، ببث الحقيقة وطمأنت الناس عن طريق الاذاعة والتلفزيون، فتحية تقدير لهم.
وآخرون استخدموا النكات والنعوت على أناس يعملون ويجدون في عملهم، فبدل أن يحثوهم على عملية البذل والتشجيع أخذوا يطلقون عبارات ساخرة.
ويلهم من الله!
وآخرون أطلقوا مشاهد فيها سخرية، كقول بعضهم: هذه بحيرة فيها سمك فلنصطاد منها.
يقولون ديرة العز
نعم إنها ديرة العز
عزيزة في أهلها جُبلت على ذلك وهي تتخطى الصعاب واللجمات والعوافير، رغم أنوف الحاقدين.
فعسانا أن نستفيد من هذه الأزمة المتمثلة في اضطراب الأحوال الجوية، واشتداد هطول المطر في دراسة كيفية إيجاد بنية تحتية صلبة، والتفكير في أساليب تمنع تطاير الحصى، ولنضع في الحسبان أن أكثر المناطق والمنشآت التي تضررت هي الحديثة، ولنفكر في الأسباب التي جعلتها تتأثر بسرعة، وأن نجعل نصب أعيننا مصلحة هذه الديرة ومصلحة أهلها ونبتعد عن أي محسوبية أو واسطة أو منفعة خاصة، ونجعل الكويت هي في أعيننا وأهلها يحمي بعضهم بعضا، وهي متألقة زاهرة منتصرة بإذن الله الكريم... على كل من ينظر إليها نظرة تؤذيها.
نسأل الله أن يعوض كل الذين تضرروا جراء أمطار الخير، التي هطلت على أرض هذا الوطن، ويرزقها شمساً مشرقة تجعل أرضها زاهرة بربيع ممتع معشوشب وممرع، كدروب أهلها ونياتهم الطيبة ويقيهم كل مكروه... إن ربي هو ولي ذلك والقادر عليه.
قالوا: الكويت؟ قلت: ذاك كوكب
تهفو له النجوم حين تنظر
العز في ساحاته منابت
طابت مجانيها وطاب الشجر
أرض الجدود لا برحت للهوى
منازلاً يخطر فيها القمر
عشنا على ثراك يدعونا له
هوى على نفوسنا مقدر
وذكريات كلما طافت بنا
تنفس الورد وفاح العنبر