No Script

أيهما أشدّ خطراً إيران أم إسرائيل؟

تصغير
تكبير

أجد الفرصة مناسبة أن أطرح هذا التساؤل بعد «مؤتمر وارسو»، الذي انعقد الأسبوع الماضي، بحضور أكثر من 60 دولة من بينها دول الخليج وإسرائيل!
وقد تركز الحديث في المؤتمر عن إيران وخطرها وأهمية عزلها.
كتبت سابقاً العديد من المقالات حول الخطر الإيراني على دول الخليج والمنطقة، وكان حديثي في تلك المقالات عن أطماع إيران التوسعية، وتدخّلها في الشؤون الداخلية لجيرانها، ومحاولتها لزعزعة الأمن في دول الخليج.


إلا أنني - رغم ذلك كُلّه - أرى بأن دولة الاحتلال الإسرائيلي هي أشد خطراً على دول المنطقة لأسباب عدة.
من أولها أن للصهاينة غاية معلنة وهي إقامة ما يُسمّى بـ«دولة إسرائيل الكبرى»، والتي حدودها من النيل إلى الفرات.
الأمر الثاني أن الله تعالى أخبرنا عن حقيقة عداوة اليهود لنا حين قال: «لتجدنّ أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا...»، فهم من أشد الناس لنا كُرهاً وبُغضاً.
الأمر الثالث أن الله تعالى بيّن أحد أهدافهم حين قال لنبيّه: «ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتّى تتبع مِلّتَهم».
الأمر الرابع أن الكيان الصهيوني المحتل يسعى للتطبيع مع جميع الدول العربية والإسلامية، والتطبيع يعني إقامة العلاقات الكاملة معه من تبادل للسفراء، وتبادل اقتصادي، وفتح للحدود والسماح للوفود الصهيونية بدخول البلاد الإسلامية.
والتاريخ يشهد أن الصهاينة ما دخلوا بلادا إلا أفسدوها، وسيطروا على إعلامها واقتصادها، ومن ثم التحكم في قراراتها السيادية.
وتحكم اللوبي الصهيوني في سياسات الولايات المتحدة الأميركية خير مثال.
وهناك أسباب أخرى لا تتسع مساحة المقال لذكرها.
أعود إلى «مؤتمر وارسو» وأتساءل: هل كان الهدف الحقيقي منه هو تحجيم دور إيران في المنطقة، أم تسريع عملية التطبيع والتمهيد لتنفيذ «صفقة القرن»؟
إن التطبيع يعني التنازل عن المسجد الأقصى وعن دماء الشهداء، وعن عودة اللاجئين، التطبيع يعني الاعتراف بأحقية الصهاينة بأرض فلسطين، التطبيع يعني الرضا بالممارسات الوحشية والإجرامية التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد أشقائنا الفلسطينيين، التطبيع هو القبول بالحصار الظالم الذي تفرضه إسرائيل على أهلنا في غزة بما يشبه الموت البطيء لأكثر من مليوني فلسطيني من سكان القطاع!
فأي عاقل أو إنسان شريف يقبل بذلك؟
إنني أُسجّل كل الشكر والتقدير للقوى السياسية والرموز الوطنية، التي استنكرت مشاركة الدول العربية في «مؤتمر وارسو» واعتبرت ذلك من صور التطبيع.
والكويت - التي وقفت دائماً وأبداً مع الشعب الفلسطيني الشقيق، ودافعت عن حقوقه في جميع المحافل الدولية - نأمل منها الاستمرار في هذا الدعم، وأن تكون في مقدمة الدول الرافضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
آمل ألّا ينخدع العرب بوهم التصدي للتهديدات الإيرانية بوضع يدهم بيد الكيان الصهيوني، حتى لا يصدق عليهم المثل القائل: «كالمستجير من الرمضاء بالنار»!

Twitter:@abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي