No Script

أصبوحة

تحالف ليس في مصلحة شعوبنا

تصغير
تكبير

أميركا التي ما زالت تنفذ مشروعها المشؤوم «الشرق الأوسط الجديد»، الذي شكّل وما زال كارثة على الدول العربية، من خلال تفتيتها على أسس طائفية وعرقية، وتدمير جيوشها لمصلحة التفوق الإسرائيلي.
أميركا تسعى الآن لمزيد من التوريط لهذه الدول في حروب، واستنزاف لثرواتها الطبيعية والبشرية، من خلال حلف أمني جديد، أطلقت عليه «تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي»، استناداً للادعاءات والذرائع والأكاذيب القديمة نفسها، وهي محاربة الإرهاب في المنطقة.
فبعد تحجيم «داعش» الذي رعته أميركا، وتقليص نفوذها في العراق وسورية، بحثت واشنطن عن عدو جديد لمحاربته، ولكن هذه المرة من خلال إلقاء المسؤولية على حلفائها، ليتحملوا هم عبء بشاعة الحرب والخسائر المادية والبشرية نيابة عنها.


فالرئيس دونالد ترامب، يريد من دول الخليج تحمل نتائج سلوكه المتهور ضد إيران، عندما ألغى من جانب واحد، الاتفاق النووي معها وفرض عقوبات اقتصادية عليها، وهذه الدول هي الأقرب جغرافياً من إيران، وهي التي ستتحول إلى أهداف سهلة للصواريخ الإيرانية، وهي التي ستتضرر ناقلات نفطها جراء ذلك.
هذا الحلف المزعوم ستكون نتيجته تدمير البنى التحتية للبلدان العربية، وكل مشاريع التنمية فيها، وسيعرض شعوبها لأخطار أمنية جسيمة، تفوق خطر الجماعات الإرهابية، وستظل المنطقة مشتعلة بينما تعيش إسرائيل في أمان.
لقد بذلت الكويت ومن خلال سياستها الخارجية، جهوداً من أجل بناء علاقات طبيعية، مع محيطها الإقليمي بما فيه إيران، حفاظاً على السلام والاستقرار وتبادل المنفعة المشتركة، مع حق الدول بالحفاظ على سيادتها واستقلالها.
إن هذا «الناتو العربي» ومن خلال النوايا الأميركية لن يكون حلفاً سلمياً أو دفاعياً، بل من شأنه أن يزيد من حدة التوتر بين واشنطن والدول العربية من ناحية، وإيران من ناحية أخرى، وهو خطوة استفزازية تصب في خدمة المصالح الأميركية والإسرائيلية.
متى يعرف العرب، أن أميركا ليست حاميتهم، بل هي أكبر المبتزين لهم، وهي مصدر الخطر الحقيقي عليهم، ومتى يدركون أن أميركا لا تريد لهم الاستقرار أو التنمية، فليس من مصلحة أي دولة، الدخول في أحلاف عسكرية عدوانية، ضماناً لأمن شعبها واستقراره وتقدمه.

osbohatw@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي