إنه أفضل وقت لإطلاقها، الوقت الذي يغرق فيه العالم العربي والإسلامي في الحروب والثورات والفتن والانشغال الداخلي، أو يغرق في رؤى التطوير والتنمية، وفي النهاية جميعها أمور تشغل العرب والمسلمين، وتمنعهم من التعقيب أو الرد على تصريح الرئيس الأميركي الأخير، الذي أعلن فيه أن هضبة الجولان إسرائيلية وستبقى كذلك إلى الأبد.
أود أن أصارحكم بشيء... حتى لو لم يكن هناك ما يشغل العرب، فلن يتحرك لهم ساكن، ولن نلحظ أي موقف مناهض، لأن العالم العربي - أصلاً - ميت سريرياً منذ أمد طويل، بل إن المنظومة العربية المتمثلة في جامعة الدول العربية، ليس لها أي تأثير يذكر في القضايا الصغرى والكبرى على حد سواء، والصهاينة يعيثون في الأرض العربية فساداً، أمام مرأى ومسمع كل العالم، والعرب يكتفون فقط بإشاحة الوجوه وعدم الاكتراث، فهم ينظرون للقضية الفلسطينية أنها عبارة عن قضية ميتة، و«الحي أبقى من الميت»!
محتل ومغتصب لأراض ليست له، أحكم قبضته بعد أن نجح في إرسال موجات من الهجرات البشرية المنظمة، التي أخلت بالتركيبة السكانية لفلسطين العربية، ثم أطلق مفاجأته بإعلانه لدولته الجديدة، فلم يتفاجأ سوى العرب، لأن القوى العظمى تعلم بالمؤامرة بل وساهمت في إعدادها، والمجتمع الدولي سارع في الاعتراف بها وفرضوها أمراً واقعاً... وعلى الجميع تقبله، واليوم يمارسون سياسة ناعمة حتى يصلوا إلى التطبيع مع أكبر عدد من الدول العربية.