No Script

وجع الحروف

الأزمات والكوارث منذ سنوات...!

تصغير
تكبير

شهد يوم الجمعة الموافق 9 نوفمبر 2018 نزول الغيث وتساقط المطر بغزارة نجم عنها غرق الشوارع والأنفاق، وظهرت رداءة الصرف الصحي ومياه الأمطار على جنبات الخطوط السريعة، وتعرضت مدينة صباح الأحمد السكنية الجديدة لمأساة غرقت على أثرها المنازل وقس عليها الكثير من شمال الكويت وجنوبها.
لنكن علميين وعمليين في عرضنا وبنفس إيجابي تتطلبه الحاجة الملحة لمناقشة الموضوع... «عشان ما يزعلون أحبتنا أصحاب القرار».
سنذكر ما نحن على علم أكيد به من كثير من المشاهدات، التي في بعضها تضخيم ومبالغة:


ـ بالنسبة لمنطقة صباح الأحمد السكنية? نعلم بأن المشكلة تعود لعدم توصيل مجرور مياه الصرف الصحي ومياه الأمطار بالبحر، وهو حدث شهدت عليه وزيرة الخدمات جنان بوشهري قبل أشهرعدة.
ـ في ما يخص غرق منطقة الفحيحيل فتعود لعدم استيعاب ما أعد في نهاية مجرور مياه الأمطار لكميات المطر الغزيرة، عوضا عن عدم ربطها لتضخ بالبحر مباشرة «خطأ إجرائي بالتصميم».
ـ غرق نفق المنقف... أعتقد بأنه لا يحتاج إلى تعليق!
ـ غرق المركبات في الطرق السريعة - وتحديدا على الدائري السابع - فيعود لعدم توفر مخارج مناسبة لتصريف مياه الأمطار أو لخلل في صيانتها.
ـ خرير بعض المنازل يعود لعدم توفر عملية عزل سليمة للأسطح? أما السراديب فإمّا لأن المنسوب لم يكن على نحو صحيح وإمّا لأن مناهيل الصرف الصحي لم تكن عاملة بشكل صحيح، وحصل انسداد بها وبالتالي تسببت في طفحها وقذف المياة إلى سراديب المنازل المجاورة لها.
حاولت أن أستأنس برأي المختصين وجاء الرد بالنسبة للمباني والطرق: «إنها مشكلة مرتبطة بالتصميم أو التنفيذ وكلها تحت إشراف وزارة الأشغال... وتساءل بعضهم إدارة المستشارين وإدارة التصاميم: من يراجع التصاميم التي تقدمها المكاتب الاستشارية؟ وهل هم على قدر من المسؤولية والكفاءة و النزاهة؟... خذ عندك مشكلة الحصى المتطاير ونفق الصباحية وحادثة أمطار 1997، هل من إجراءات تصحيحية ومحاسبة للمتسببين»؟
وثمة أمر في غاية الأهمية? نود أن نذكر به أصحاب القرار وهو... في 5 أكتوبر 2011 ? عقد مؤتمر «الإدارة الإعلامية للأزمات والكوارث»، وتحدث فيه عضو هيئة التدريس في التعليم العسكري في الحرس الوطني الدكتور مبارك العازمي? كمختص في إدارة الأزمات والكوارث? عن مفهوم الأزمات والكوارث وكيفية التعامل معها. لاحظ مؤتمر للإدارة الإعلامية!
ونعلم أن هناك مقترحاً لإنشاء هيئة خاصة للأزمات والكوارث وفق دراسة مكتملة الأركان منذ عام 2011، ولم يبت مجلس الوزراء فيها إلى الآن، يعني لو على الأقل جهاز خاص بالأزمات والكوارث يدخل في عضويته كل متخصص في هذا المجال «من دون واسطة» لكن قدر الله وما شاء فعل.
الزبدة:
الإيجابية مطلوبة، وحسن النوايا والمكاشفة والمناصحة أمور مطلوبة للمعالجة السليمة لأزمة/‏‏ كارثة مطر الخير، الذي سقط على الكويت نهاية الاسبوع الماضي بعيداً عن «الشو الإعلامي والتكسب السياسي».
لا شك أن الإقالة والمحاسبة مطلب حتمي، لكنه لا يعالج جذور المشكلة وإن كان وسيلة رادعة لكل مقصر أو قيادي دون المستوى.
نريد الآتي:
ـ إنشاء جهاز أو هيئة معنية بالأزمات والكوارث إسوة ببقية الدول? محاسبة كل مقاول فاسد? ضم مختصين بخبرة وجدارة ونزاهة لمراجعة التصاميم والتنفيذ في وزارة الأشغال والهيئة العامة للطرق، وتحديد أوجه القصور واتخاذ اللازم تجاهها إداريا وقانونيا.
ـ سرعة تنفيذ مجرور مياه الأمطار والصرف الصحي، لحماية منطقة صباح الأحمد والمناطق المتضررة.
ـ توسعة مجاري صرف مياه الأمطار حول الخطوط السريعة ومنطقة الفحيحيل تحديدا.
ـ تشكيل لجنة مختصة تعاين كل المباني الحكومية التي شهدت خريراً من الأسطح ومحاسبة المقاولين عن ذلك الخلل الكبير.
وهناك طرق كثيرة ومتعددة لكن الشاهد أنها في مجملها لا تتعدى كونها سوءا في التخطيط? وضعفا في المستوى القيادي? وتدنيا شديدا في مستوى التنفيذ والإشراف من قبل الجهات المعنية ونحن أحوج لإعادة التركيبة القيادية والاستشارية لدينا إن كنا بالفعل نريد الصلاح للبلد والعباد... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي